الأم الحقيقية هي نسمة السعادة في طفولة كل منا، ذكريات الأيام التي تطل من نافذة الأحلام علينا، الأمل الذي يرافقنا كل يوم، والفرحة التي تستقبل عودتنا، اليد التي نقبلها كل صباح وندعو الله أن يبقيها ذخرا وبركة بيننا، تلك هي الأم، قالوا «المرأة عادة أسعد حظاً من الرجل فمن المستحيل أن تربي طفلا ليست هي أمه». ومع ذلك فقد تهمل تلك الأم تربية ابنها، حيث تنتهي علاقة الأم العصرية بأطفالها غالبا عند الولادة ثم تأتي أم أخرى! وإذا صدق المثل القائل «الأم الحقيقة هي التي تربي وليس التي تلد» فمعنى هذا أن الأمهات الحقيقيات هن الخادمات! فهن من يعرفن الطفل إن جاع أطعمنه وإن بكى أضحكنه، أمه الحقيقية لا يعرفها.. هي بالنسبة له امرأة تقبله في الصباح وساعة النوم. الأطفال في بيوتنا أيتام والأم موجودة، أيتام الأب والأب موجود، هم أيتام الوجود! فحقاً إن اليتيم ليس بالضرورة من فقد أبويه، فإن هناك ملايين الأطفال الذين لم يفقدوا آباءهم أو أمهاتهم، فهم أحياء بينهم، ولكنهم لا يحسون بهم، هؤلاء الأطفال أشد يتماً وأكثر بؤسا، ووالديهم أحياء ولكنهم لا يشعرون بوجودهم. صحيح أن من حق كل امرأة أن تعمل، ومن حقها أن تعيش بلا شكوى وبكاء، فكل نساء الأرض يفعلن لكنهن لا يتركن أطفالهن لخادمة تتولى تربيتهم. الخادمة في بيتنا لم تعد مجرد خادمة ولا مربية، إنها حاضنة.. هي ضحيتنا وطفلنا في حجرها أيضا ضحية.لذلك أقول في الختام! فلتكن لنا أمهات فاضلات حتى يكون لنا أبناء بررة. محمد رواد الرويلي