تساقطت أوراق العمل بنادي النصر بصورة سريعة تحت تأثير خريف العمل الأصفر الباهت، وبقيت أغصان الوعود عارية، تواجه عواصف الغضب الجماهيري بلا إخضرار ولا إثمار، وإن لم يتحرك حكماء النصر بسرعة فقد تكون النتائج مدمرة. ما حدث كان متوقعا، ولم تكن قراءة مستقبله التي تحدث عنها الإعلام النصراوي مبكرا تحتاج لمعجزة، فالعمل كان خارج المسار المفترض، نتيجة قلة خبرة (دائرة العمل الضيقة) المندفعة خلف المكابرة القاتلة، التي تستثير كل قواها المدفوعة بالإعجاب بالذات في وجه كل ناصح حتى سكت النقد وترك الأيام تأتي بالشواهد على صدق ما حذر منه. لا أحد ينكر أن إدارة النصر عملت باستقلالية تامة، ووجدت من الدعم والمساندة والتشجيع ما لم تجده إدارة قبلها، مع توفر كل مقومات النجاح في بيئة العمل، فالمساندة الجماهيرية وصلت إلى ذروتها، حتى أصبحت بعض دقائق المباراة تخصص لاحتفاليات خاصة، والمقدرات المالية وصلت لرقم كانت الإدارات السابقة تعتبره مجرد التفكير فيه من أحلام اليقظة، وقائمة الفريق تضم مجموعة من اللاعبين المحليين يمكن الرهان عليهم، لولا أن الإدارة خذلتهم بأجهزة تدريبية وإدارية ضعيفة، وبمحترفين أجانب كانوا في الغالب وبالا على الفريق. ما يؤلم أن الإدارة تحت تأثير الإعجاب بعملها، أوصلت الفريق إلى مرحلة غير مقبولة، ورمت بتحذيرات الناصحين خلف ظهرها، وكانت ستواصل المسير في الطريق المسدود لولا غضب مدرج الشمس، الذي أصبح حديث البرامج الرياضية وغير الرياضية، ومادة أساسية لمقالات الكثير من الكتاب حتى من لا يتعاطون الهم الرياضي، ولا أحد يعرف حتى الآن كيف قرأت إدارة النصر الواقع المتفجر المحيط بها، هل ستعترف بقصور عملها وتعيد تركيبتها الضعيفة وتغير منهجيتها العملية القائمة على الفردية المطلقة، وتسعى بجد لعلاج المشكلات العميقة التي صنعتها سياسته السابقة، وبالأخص فاتورة الديون العالية، وعدم ثقة جماهير النصر بها، بالإضافة للجسور المهدومة بين الإدارة وأعضاء الشرف، والتي تلوح في الأفق بوادر إعادة بنائها بعد الجهود المضنية التي بذلها الأمير طلال بن بدر، وتصريح رئيس النادي لإحدى القنوات الفضائية مساء السبت الماضي، والذي ذكر فيه للمرة الأولى منذ توليه سدة الرئاسة تعبير (استشارة أعضاء الشرف)..!! لمحو آثار الخريف الأصفر، النصر بحاجة لعمل كبير، يتجاوز بمراحل نوعية وقيمة العمل القائم، كما أنه بحاجة لقرارات كبيرة بشرط أن لا يكون من بينها استقالة الرئيس، لأن هذه الاستقالة قد تأتي بنتائج عكسية كبيرة. ختاما أود أن أنبه إلى أن غضب جماهير النصر لا يتجاوز الهم الكروي الصرف، وسبق أن حدث في الهلال والأهلي والاتحاد، لذلك على من أخذوا تعبيرها عن غضبها إلى أبعاد أخرى أن يكفوا عن الامتطاءات غير المسؤولة.