شعار اليوم العالمي للإيدز لعام 2011 الذي يأتي في الأسبوع القادم هو: الوصول إلى الصفر، ويعني ذلك تحديدا: خفض حالات الإصابة الجديدة إلى الصفر، وخفض حالات الوفاة بالإيدز إلى الصفر، وخفض حالات الوصم (التمييز) ضد مرضى الإيدز إلى الصفر. قد يبدو هذا الشعار مبالغا فيه أو طموحا أكثر من اللازم، وإن كان صادرا عن المنظمة العالمية الأولى التي تعني بمرض الإيدز وتقود جهود مكافحته (UNAIDS). فالإيدز ما زال يشكل هاجسا كبيرا بل مشكلة ضخمة لكثير من دول العالم، التي أنهكها المرض خلال العقود الثلاثة الماضية. وقد أصاب الإيدز حتى الآن أكثر من 70 مليون شخص قتل منهم أكثر من 30 مليونا، ويتم 16 مليون طفل ورمل ملايين النساء والرجال، بل قصر متوسط عمر الفرد في الدول ذات الإصابة العالية بحوالى 10 سنوات كما أنه أجهض برامج التنمية في هذه الدول، وما زال 34 مليون شخص يحملون المرض حتى يومنا هذا وقد ذهب ضحيته 1.8 مليون شخص في العام الماضي 2010 فقط. وحتى الوقت الحالي فشلت كل المحاولات المضنية لإنتاج لقاح فعال للمرض. لا شك أن تفاؤل منظمة الأممالمتحدة للإيدز مبني على النظر ليس إلى الجوانب السلبية الماضية بل إلى النجاحات الكبيرة التي تحققت بالفعل في الحرب على الإيدز منذ ظهور المرض حتى لم يعد الإيدز ذلك المارد المخيف الذي ينتشر بين الشعوب انتشار النار في الهشيم، وأتاح الفهم الصحيح لطرق انتقال العدوى إلى نشر الوعي بالطرق الفاعلة لوقف انتشارها مثل تجنب الاختلاط الجنسي الإباحي، واستعمال الواقي الذكري. أما المواجهة الحقيقية مع المرض فقد بدأت بعد تطوير ما يقارب من ثلاثين عقارا فعالا يمكن لها عند استعمال اثنين أو ثلاثة منها في مجموعات محددة وقف تكاثر الفيروس في الجسم حتى الصفر تقريبا، وإن لم تتمكن هذه الأدوية حتى الآن من استئصال الفيروس نهائيا. وقد أدى استعمال هذه الأدوية إلى إطالة عمر المصابين وخفض الوفيات بصورة ملحوظة. ويقدر عدد الوفيات التي تم تلافيها بسبب العلاج منذ عام 1995 بحوالى 2.5 مليون وفية. كما أدى علاج الأمهات الحوامل إلى خفض العدوى بين المواليد إلى مستوى متدن قد يقترب من الصفر في بعض الأحيان. وأصبح من الواضح أن علاج المصابين يشكل في الوقت ذاته وسيلة وقائية فاعلة لأنه يؤدي إلى وقف انتقال الفيروس من شخص إلى آخر. وقد انخفض عدد الإصابات الجديدة ما بين 1997م و2010م بنسبة 21 في المائة. أصبح التحدي الأكبر بعد ذلك هو توفير العلاج، الذي كان في البداية باهظ الثمن، للمصابين. وقد تحقق ذلك بحث الدول والمنظمات على التبرع بسخاء لتوفير العلاج للمحتاجين، وكذلك حققت الجهود الدولية نجاحا كبيرا في خفض تكلفة العلاج في الدول النامية بشكل كبير بواسطة توفير الأدوية الجنسية رخيصة الثمن. أخيرا ساهمت القوانين التي تبناها كثير من الدول في حفظ حقوق مرضى الإيدز في العمل والتعليم وحمايتهم من التمييز والوصم وهو ما شجعهم على الكشف عن أنفسهم وطلب العلاج. العقبة الكبرى المتبقية الآن هي ضمان استفادة الدول المختلفة من جميع الأسلحة المتاحة ضد الإيدز واستخدامها بجدية وكفاءة. وحتى يتحقق ذلك فسيظل الوصول إلى الصفر في كثير من الدول أقرب إلى الحلم منه إلى الحقيقة الواقعة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 133 مسافة ثم الرسالة