أنصف القضاء السعودي مواطنا مرتين؛ الأولى عندما أصدرت المحكمة الجزئية في أبها حكما ببراءته من تهمة إقامة 24 دعوى كيدية في المدينةالمنورة، قبل أن ينصفه القضاء مرة أخرى بإدانة شعبة التزييف والتزوير التابعة لشرطة المدينة وتبرئة المواطن من التهم المنسوبة إليه، وذلك وفق ما جاء في الحكم الصادر عن المحكمة الإدارية في المنطقة. وبحسب المصادر، تعود تفاصيل الواقعة إلى اتهام المواطن عبدالله محمد حسن مجددي بإقامة شكاوى كيدية ضد جهات حكومية وصلت إلى 24 شكوى، ما اضطره إلى مغادرة منطقة المدينةالمنورة والإقامة في منطقة عسير 17 عاما. وتحققت براءة المواطن وإدانة الأدلة الجنائية إثر تنفيذ توجيهات عليا تلقتها الجهات المختصة في منطقة المدينةالمنورة، وهي التوجيهات التي قضت بالتحقيق في صحة ما ورد في برقية التظلم التي بعث بها المواطن إلى الجهات العليا. وقضت التوجيهات العليا ب «إعطائه حقه إذا ما ثبت صدقه» وإذا ثبت العكس «يعاقب طبقا لقواعد الحد من إثارة الشكاوى الكيدية والدعاوى الباطلة»، لتتولى شعبة التزييف والتزوير التحقيق في قضيته. وأحالت الشعبة ملف القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام في أبها حيث يقيم مجددي، لترفع الهيئة دعوى قضائية ضده، مطالبة بتعزيره بداعي إقامته 24 دعوى وصفتها بأنها كيدية لم تثبت صحتها، ما يعني تورطه في إزعاج السلطات. ونظرت المحكمة الجزئية في القضية المرفوعة ضد المواطن وقررت تبرئته، وهو ما صادقت عليه محكمة التمييز في مكةالمكرمة، ليتجه المدعى عليه بعد ذلك إلى المدينةالمنورة حيث أقام دعوى ضد إمارة المنطقة أمام المحكمة الإدارية متحولا بذلك من مدعى عليه إلى مدع. وأوضح صاحب الدعوى أمس أن المحكمة برأت إمارة المنطقة كما أنه تنازل هو طوعا عن قضيته ضدها بعد أن ثبت أن كل الإجراءات التي اتخذتها الإمارة ضده كان ناتجا عن تقارير مصدرها شعبة التزييف والتزوير التي أقام ضدها عدوى قضائية أمام المحكمة الإدارية في المدينةالمنورة، لينتزع حكما عزز براءته ودان خطأ الشرطة.