اختتم في جدة البارحة الأولى، البرنامج التدريبي لتأهيل 60 من قادة العمل الاجتماعي والخيري في جمعيات عدة وجهات خيرية وتطوعية، ضمن برنامج (أسفير السعودية لمواجهة الأزمات والكوارث في منطقة مكةالمكرمة)، تحت شعار (كلنا جدة). وشارك المتدربون من الجنسين، في إدارة كارثة طبيعية كأنموذج محاكاة ثم تحليل التجربة وتحديد نقاط القوة والضعف، حيث قاموا بإخلاء الخيام الخاصة بالإيواء وتقسيم معسكراتها، وتوزيع المواد الغذائية والأثاثية والصحية، والتعرف إلى الإصحاح البيئي، وإدارة الفرق التطوعية. من جانبه، أوضح قائد فريق التدريب مصطفى عثمان (من المملكة المتحدة) أن التجربة وسيلة علمية في إدارة كارثة أو أزمة عبر تحليلها ودراستها ووضع تصورات لآليات العمل، وإيجاد بدائل عديدة للحلول الموضوعية، مبينا أن المحاكاة تعتبر أسلوبا يهدف إلى وصف آليات العمل الحقيقي، وتحديد العوامل المؤثرة في حلول أية أزمة أو كارثة، كون عنصر المحاكاة يعتبر متطلبا فعالا في إدارة الأزمات والكوارث. البرنامج استمر ثمانية أيام، ونظمته بالتعاون أربع جهات خيرية هي: جمعية الشقائق الخيرية، جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية في منطقة مكةالمكرمة، المستودع الخيري في محافظة جدة، والمركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد)، وتنفذه عطاء للتنمية البشرية والإدارية بالتعاون مع مبادرة الميثاق الإنساني للاستجابة للكوارث (أسفير)، واعتمدته المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وبرنامج أسفير العالمي. من جانبهم، اعتبر عدد من المشاركين أن البرنامج ينطلق من رؤية استراتيجية تستهدف تنظيم العمل التطوعي في التعامل مع الأزمة أو الكارثة، فرصة لتوطيد العلاقات بين المنظمات الخيرية المحلية، إضافة إلى تبادل الخبرات بين هذه الجهات وجميع المشاركين، فضلا عن اشتراك القطاع الخيري مع القطاعات الأمنية في الحالات التي تستدعي مشاركة المتطوعين، مؤكدين أنه لا بد أن يكون المتطوع حصل على تدريب يجعل مشاركته أكثر فعالية، وفهم آليات التنسيق الفاعل بين المتطوعين والقطاعات الأمنية. يذكر أن برنامج أسفير العالمي يعتبر مبادرة دولية تهدف لتحسين فعالية الاستجابة للكوارث والأزمات وحالات الطوارئ، كونه ميثاقا إنسانيا في مجال الاستجابة للكوارث والأزمات يعتمد على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الممكنة للتخفيف من المعاناة الناجمة عن الكوارث والأزمات.