لو أن صحيفة غربية مشهورة، أو حتى مغمورة سمت أحد التيوس الأوروبية المنشأ باسم زعيم سياسي عربي، أو مسلم أو من زعماء العالم الثالث الذين سجلوا أسماءهم في تاريخ وطنهم، وأمتهم وأصبحوا مصدر فخر واعتزاز عند أبناء شعبهم، فقد تقوم قائمة أبناء الدولة أو المنطقة أو الأمة التي سمي التيس الأوروبي باسم قائدها وزعيمها التاريخي، ويكون التفسير الوحيد أو المتداول عبر وسائل الإعلام أن تلك التسمية تنم عن حقد وتحقير لأبناء الأمة المجيدة لأنها تمثل إهانة بالغة لرمز كبير من رموزها السياسية أو الفكرية الخالدة، ولكن مع ذلك نجد صحيفة محلية تنشر على صفحتها الأخيرة خبرا عن تيس فحل أطلق عليه اسم «نابليون» الزعيم الفرنسي الشهير الذي طبقت شهرته الآفاق، وأمسى من عظماء التاريخ في أوروبا ولم تزل سيرته متداولة على الرغم من مضي نحو مائة عام على رحيله عن الدنيا، حيث تحولت فرنسا في عهده إلى إمبراطورية عظمى تدك بأساطيلها الدول والقارات، فهل من المتوقع أن ينتفض الإعلام الفرنسي المعاصر على قلب رجل واحد للاحتجاج على إطلاق اسم تيس عربي المنشأ على زعيمهم الخالد نابليون فيما لو وصل إلى أسماعهم أن اسمه قد أطلق على تيس «بعبوع» ؟ كما يفعل الأعراب عندما يحقر زعيم من زعمائهم التاريخيين أو حتى المعاصرين؟، إن الجواب على مثل هذا التساؤل سيكون قطعا بالنفي لأن عقولهم ومداركهم تعدت مرحلة الطفولة الفكرية التي تحركها العواطف الجياشة، ليس لأنهم لايأبهون بعمل من يحقر زعماءهم التاريخيين من أمثال نابليون وتشرشل وجورج واشنطن، بل إن مستوى تفكيرهم أعلى من التوقف أمام الأمور الصغيرة التي لاتؤثر على المكانة الراسخة لزعمائهم التاريخيين في عقولهم وقلوبهم، ولو أنهم أيقنوا أن مواقف التحقير يمكن لها التأثير على تلك المكانة فلن يكون سلاحهم الشجب والاستنكار، بل البوارج الحربية والطائرات المقاتلة ومع ذلك فإن من السخف وقلة العقل أن يعمد كائن من كان إلى تحقير زعماء أي بلد من بلدان العالم حتى لو ضمن عدم وجود ردة فعل قوية ضده، وضد وطنه لأن الأصل في هذه المسألة أن تبنى العلاقات على الاحترام المتبادل وألا نبدأ بالإساءة للآخرين لأن الله أمرنا بأن نقول للناس حسنا.. «وقولوا للناس حسنا»!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة