عالمٌ يزهو به في الأرض هذا العالمُ فيه ما تصبو له الروح وما يصفو به القلبُ .. ويرجو الحالمُ .. عالمٌ ما زال يأتي كل عامٍ موسماً يأتي إليه الناس في شوقٍ له من كل فجِّ فهو في الوجدان عمرٌ بالأماني باسمُ تلتقي الأرواح بالأرواح كلما لبّى الملبّي .. كلما نادى المنادي .. كلما ناجى وأخفى الكاتمُ .. إنها الأشواق .. يسقيها من الدمع ندى الدمع فتلقى في مِنى نبضَ المُنى ثم تمضي .. فترى في عرفات الطهر .. منساباً .. وقد مُدّتْ إلى الرحمن أيدي الواقفين .. وتجلّى الحقُّ .. بالوعد المبين.. غافراً .. كل ذنوب الوافدين .. كي يعودوا مثلما جاؤوا من الأرحام للدنيا .. ويمضوا من جديدٍ غانمين إنها البشرى .. لمن قاموا .. ومن أضحوا على بعدٍ صياماً في اشتياقٍ ظامئين .. إنها بشرى بياضٍ تكتسي منه نفوس .. وقلوب .. وخيام .. ثم يأوون مع الشمس إلى ليلتهم .. مزدلفين ومع الشمس .. يسوقون مُناهم لمِنى والخطى تسبح في بحر الزحام .. رحلةٌ تغسل ما في العمر من أدرانه وتنقي النفس .. من طيف الظلام .. أي مجدٍ ناله من ظفرت عيناه بالبيت الحرام .. خاشعاً لله .. في حبٍ .. وشوق .. واحترام .. رحلةٌ تسمو بها الدنيا وقد عاش بها من حجّ، في دنيا السلام .. ومضى من بعدُ يرجو .. أن ينال المجد .. في مسك الختام www.saadalghamdi.com