عبر الدكتور عبدالرحمن البراك مساعد رئيس مجلس الشورى عن بالغ تعازيه لخادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني والأسرة المالكة والشعب السعودي، في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وقال «حرص الأمير الراحل منذ البداية على تأسيس الأعمال الخيرية في نهج حديث وفريد، فقد كان رجلا للإنسانية والخير، وبوفاته فقدت المملكة والأمتان العربية والإسلامية، رمزا من شخصياتها القيادية، ودعته المملكة والأمتان العربية والإسلامية بالحزن والألم، إنه رجل طالت قامته وعلت همته، وامتدت ساحة نشاطه وبذله الوطني والاجتماعي والخيري، وتوسعت لتملأ حيزا كبيرا من الزمان والمكان بعد مسيرة مضيئة ترجمت حرصه وتفانيه وإخلاصه وعطاءه لهذه البلاد». وزاد «فقد الوطن قائدا ورجلا مخلصا نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه وشعبه، برحيله فقدت المملكة علما من أعلامها البارزين الذين سطر لهم التاريخ بمداد من ذهب أعمالهم وإنجازاتهم الخالدة، فقد كان، رحمه الله، مثالا رائدا لرجل الدولة ورجل العصر». واستطرد قائلا: عاش الأمير سلطان، يرحمه الله، منذ نشأته الأولى في كنف والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وتعلم منه الكثير، ما أسهم في تكوينه المعرفي وإكسابه الخبرة العملية والحنكة السياسية، وانعكست تلك التجارب والمعارف التي اكتسبها إيجابا في تطوير إسهاماته في التنمية الحضارية والنهضة الاقتصادية التي تعيش فيها بلادنا حاليا، واستفاد من مجالس المؤسس الزاخرة بالعلم والحكمة، والتطلع للمستقبل، فارتأى الملك عبدالعزيز فيه النجابة، فعينه أميرا للعاصمة الرياض في وقت مبكر من حياته العملية، فبدأ يخطط لتطوير العاصمة رغم قلة الإمكانات في ذلك الزمن، فقد عاصر خلال فترة التأسيس كثيرا من جوانب التنمية في المملكة منذ أن كان وزيرا للزراعة، ثم المواصلات، إلى أن عين وزيرا للدفاع والطيران. وقال «لا تزال رؤية الأمير سلطان في الوزارات التي تقلدها تتجلى حتى يومنا هذا، عبر ما تنجزه من مشاريع نماء وعطاء للمواطن، ولعل رؤيته، يرحمه الله، تحققت بما وصلت إليه القوات المسلحة السعودية بمختلف فروعها من تطور على مختلف الصعد، بل وأسهمت بدعمه وتوجيهه في جوانب أخرى». برزت جهود الأمير الراحل يقول البراك وخبرته الإدارية في رئاسته للجنة العليا للإصلاح الإداري، لتعم تجربته الطويلة في العمل الإداري كل قطاعات الدولة ومؤسساتها، بل وأسهمت رئاسته لهذه اللجنة في إحداث وزارات وهيئات ومؤسسات جديدة للدولة وفقا لاحتياجات التنمية في المملكة. ومضى البراك قائلا: إن الحديث عن جانب العطاء الخيري للأمير الراحل حديث لا ينتهي ولا تحصى مآثره في هذا الجانب، فليس من العجب أن اكتسب لقبا أطلقه المواطن عليه وهو لقب «سلطان الخير»، هذا اللقب العفوي جاء لما تشهده كل مدينة من مدن بلادنا من مشاهد العطاء والخير. واختتم قائلا، «نرفع أحر التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين والنائب الثاني وكافة أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي، وندعو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما قدمه في سبيل دينه ووطنه في ميزان حسناته».