أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة على ضرورة التوجه نحو تعزيز العناية بفئة الشباب والفتيات ورعاية مقدراتهم وطاقاتهم والتحاور معهم واستشفاف تطلعاتهم وطموحاتهم والعمل على سد احتياجاتهم، لا الاكتفاء بالخطط والاستراتيجيات والبرامج التي يعدها مسؤولون تجاوزوا مرحلة الشباب «فالشباب أعرف بأمورهم من غيرهم». ونوه أمير المدينةالمنورة في مستهل لقائه بصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ظهر أمس في قصره في سلطانة، بما يحظى به قطاع الرياضة والشباب من دعم سخي من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ما يدعو لبحث سبل تقود إلى تفعيل دور هذه الأندية وجعلها غاية لدى الشباب. وأشار الأمير عبد العزيز بن ماجد إلى أهمية مراكز الأحياء والملاعب الرياضية المتوزعة في بعض أحياء المدينة، ودعا إلى خلق منظومة تسهم في الرقي بمستوى هذه الأندية والملاعب وتعزيز دورها في التنمية الاجتماعية والرياضية والشبابية، من خلال تكاتف جهود الجهات المعنية كالأمانة والبلديات ومكتب رعاية الشباب وفرع وزارة الشؤون الاجتماعية. رؤساء الأندية وانتقد أمير المدينةالمنورة منهج بعض رؤساء الأندية الرياضية وسلوكياتهم التي ترفضها الرسالة السامية التي من أجلها وضعت هذه الأندية واعتمدت، كالتدخين مثلا «فأنا أستغرب.. رئيس ناد رياضي ويدخن!». استراتيجيات عريضة في المقابل أشاد الأمير نواف بن فيصل برؤية أمير المدينة وثمن ما شاهده في المدينة من معالم للنهضة والحراك التنموي، مجزلا له الشكر على كريم استضافته، مرحبا بسماع تطلعات أهالي المدينة وشبابها، وقال «إن قطاع الشباب والرياضة مقبل على تطور بفضل دعم وعناية خادم الحرمين الشريفين، ويجري رسم استراتيجيات عريضة وخطط تفصيلية، تحقق ما يصبو إليه المهتمون والشباب في عموم مناطق المملكة». وكشف الرئيس العام لرعاية الشباب عن ملامح هذه الاستراتيجيات، بإعادة الدور الثقافي والاجتماعي للأندية، بعد أن غاب هذان الدوران، تحت سطوة الدور الرياضي وحده، وأوضح أن جميع الأندية في المملكة تحمل صفة «ثقافي، اجتماعي، رياضي»، بينما الواقع أن السمة الرياضية حلت في الاهتمام قبل السمتين الثقافية والاجتماعية. ملك خاص وألمح الأمير نواف بن فيصل إلى صناعة سياسة جديدة للأندية، تتجه نحو تعديل منهج رؤسائها في ممارسة دورهم، وذلك بعد أن رصدنا تحكم بعض الرؤساء بالأندية وكأنها ملكه الخاص، دونما التفكير في الأساس الذي نصبت عليه هذه الأندية. ووعد بأن تصل الأندية إلى مستوى يتيح للشاب الدخول إليها وكأنها ملكه ومتنفسه الخاص، دون أن يقع تحت السيطرة التي يخلقها بعض الرؤساء جزافا. الإعلام الرياضي ولفت الرئيس العام لرعاية الشباب إلى توسع مساحة التناول الإعلامي للقضايا الرياضية، فأصبحت الرياضة واقعة في عمق الإعلام المحلي والدولي، مستشهدا على ذلك بتزايد عدد القنوات الرياضية إلى 20 قناة، أقلها تخصص ساعة واحدة لحلقة نقاش تبث على الهواء مباشرة، بجانب 150 إلى 170 صفحة يومية تنشر في الصحف المحلية العامة والمتخصصة، وأكثر من 2000 موقع رياضي متخصص في المملكة. وعزا الأمير نواف بن فيصل ذلك إلى أن جل اهتمام المجتمع منصب على الرياضة وما يدور في رحاها، واستدل بإحدى الصحف المتخصصة في مجال غير رياضي، كانت صفحاتها محصورة في المجال الذي تخصصت فيه فقط، فبعد أن توسعت وخرجت عن إطارها الضيق واستحدثت صفحات رياضية قفزت مبيعاتها بنسبة 30 في المائة. عزوف الرياضة ودار الحديث بين أطراف مجلس أمير المدينة، إذ أبرز مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة ما توصلت إليه الدراسات المسحية في المملكة على الأسر السعودية بشأن الرياضة، إذ كشفت عن أن 5 في المائة فقط يؤدون الحد الأدنى المطلوب من الرياضة أسبوعيا، بواقع 3 جلسات ونصف ساعة عن كل جلسة، وهذا ما نتج عنه تزايد أرقام المصابين بالسمنة والأمراض التي تلعب الرياضة دورا بارزا في الوقاية منها، إذ أن 74 في المائة تزيد أوزانهم عن المعدلات الطبيعية، ومصاب واحد بالسكري بين كل أربعة أشخاص.