لم تمنع إعاقة الشباب في تبوك من الانخراط في العمل التطوعي، بل كانت حافزا لهم من أجل إثبات وجودهم، والتأكيد على مقدرتهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم بكفاءة عالية مستمدين طاقتهم من حب الوطن والانتماء للمجتمع. ويعتبر محمد العنزي نموذجا للشاب الطموح الذي يسعى جاهدا لخدمة مجتمعه، حيث التحق بمشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز لنشر ثقافة العمل التطوعي، وشارك زملاءه في المشروع من خلال قيامه بأعمال طلاء الجدران التي تعرضت للتشويه من كتابات العابثين، وإزالة الملصقات التي تشوه الجدران في جادة الأمير فهد بن سلطان في تبوك. ويؤكد أن إعاقته لم تمنعه من المشاركة ضمن فريق العمل التطوعي، بل إنه يعمل بجد وحماس ويجد تعاونا كبيرا من زملائه، كما يجد تشجيعا من القائمين على تنفيذ مشروع الأمير سلطان لنشر ثقافة العمل التطوعي. ويشير العنزي إلى أن المشروع فرصة لكل شاب يتطلع لخدمة وطنه ومجتمعه، ويوجه رسالته لكافة زملائه من ذوي الاحتياجات الخاصة للالتحاق في البرامج التطوعية التي تخدم المجتمع. من جانبه، أوضح المشرف على المشروع الدكتور سالم الضاحي أن المشروع يهدف لنشر ثقافة العمل التطوعي، وإبراز دوره في التنمية الشاملة، ودعم وتطوير وتوجيه المبادرات، وتطوير آلياته، وترسيخ العمل الاحترافي بين أفراد المجتمع، إضافة إلى إشعار المتطوع بإيجابية دوره في خدمة المجتمع وتنمية قدرات ومواهب وإبداعات المتطوعين، وإكسابهم خبرات ومهارات في مجالات العمل. وأضاف، أن المشروع سيستمر لمدة عامين سننفذ من خلاله العديد من المشاريع التطوعية التي تخدم بيئتنا ومجتمعنا وسنغطي منطقة تبوك وكافة محافظاتها، ونرحب بكل من يود المشاركة في المشروع من ذوي الاحتياجات الخاصة. فيما عبر رئيس اللجنة الإعلامية في المشروع عبدالمجيد الإمام عن تقديره لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يحملون بداخلهم حب الوطن ورغبة صادقة لخدمته عبر بوابة العمل التطوعي، وأكد أن المجال متاح لكل من يرغب المشاركة في هذا المشروع الوطني من الرجال والنساء والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة.