تعد هواية القنص من الهوايات المتأصلة لدى السعوديين منذ عصور متقدمة، وكانت الرياضة المفضلة لدى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من الصحابة، وفي وقتنا الحالي تشهد هواية القنص إقبالا متزايدا من كافة الأعمار وخاصة الشباب، ما دفع بمستثمر أجنبي للتفاوض مع شركات محلية متخصصة في السفر والسياحة لتنظيم رحلات «المقناص» خارج البلاد، هذا الولع بهواية القنص يتجسد في الكثير من معارض الفوتوغرافيين والتشكيليين في الجزيرة العربية في حقب مختلفة، وهي لوحات تحمل صور الطيور والحيوانات التي تربعت على عرش الصحاري الذهبية، وفي قمم الجبال الشاهقة كالصقور التي استصدر البعض جوازات سفر لتسهيل سفرها وتنقلها؛ بهدف التفاخر في المحافل والأمسيات الشعرية، ورحلات الصيد التي تسكن ذاكرة العربي أينما كان وحل.. «عكاظ» تحاور في هذه المساحة الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود أمين عام الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها؛ للحديث عن طرق وأساليب الصيد والقنص وأماكنه، وهذا نص الحوار: • بداية، ما فترات الصيد والقنص، وما المحاذير التي يتوجب مراعاتها لتفادي المخالفات؟ يتم تحديد مواسم الصيد المختلفة في كل عام بالتنسيق بين وزارة الداخلية والهيئة السعودية للحياة الفطرية، وبناء على ذلك يصدر بيان تنظيم الصيد والذي يحدد نوع المصيد، الفترة الزمنية للصيد، الأماكن المسموح الصيد فيها، وأدوات ووسائل الصيد النظامية والمحظورة استخدامها في الصيد هذا أولا، وثانيا فإن موسم صيد هذا العام 1431-1432ه اقتصر على صيد الأرانب لمدة 40 يوما اعتبارا من 15/1/1432ه حتى 26/2/1432ه، والسماح بصيد الضبان لمدة 60 يوما اعتبارا من 1/9/1432ه حتى 2/11/1432ه، فيما حظر البيان صيد كافة أنواع الطيور الفطرية المهاجرة حرصا على سلامة المواطنين من خطر انتشار انفلونزا الطيور، وصيد الوعول والظباء والمها العربي، وأيضا أنواع المفترسات مثل النمر العربي، الوشق، الذئب، والضبع، في مختلف أوقات السنة نظر لكونها من الحيوانات المهددة بالانقراض، كما حظر البيان الصيد داخل حدود المدن والقرى وكافة المناطق المحمية، والصيد ليلا. • ما عقوبة مخالفة نظام الصيد؟ وفقا لنظام صيد الحيوانات والطيور البرية ولائحته التنفيذية، تحدد المادة السادسة من النظام بمعاقبة كل من يخالف أحكام هذا النظام بغرامة لا تزيد عن 20 ألف ريال، وفي حال تكرار المخالفة يجوز مضاعفة الغرامة، كما يجوز مصادرة الأسلحة والآلات والأدوات التي تستخدم في الصيد في جميع الأحوال، أما من يخالف نظام المناطق المحمية للحياة الفطرية بالصيد داخل حدودها، فيعاقب بالسجن لمدة لا تزيد عن 30 يوما أو غرامة لا تزيد عن عشرة آلاف ريال أو بهما معا، ويجوز مضاعفة العقوبة ومصادرة المركبات وأدوات الصيد المخالفة، وتسعى الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتشديد العقوبات على المخالفين بعد تكثيف حملات التوعية. • ما المناطق المحمية من المحظورة والمسموح فيها ممارسة الصيد؟ جميع المناطق المحمية يحظر الصيد فيها على مدار العام حاليا وفقا للمادة الثالثة عشرة من النظام، وهذه المناطق المحمية هي: حرة الحرة، الخنفة، الطبيق، الوعول، محازة الصيد، عروق بني معارض، جرف ريدة، جزر فرسان، سجا وأم الرمث، التيسة، الجندلية، جزر أم القماري، مجامع الهضب، جبل شدا، والجبيل للأحياء البحرية. • ما الأنواع المهددة بالانقراض وكم عددها؟ هناك العديد من الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض في المملكة، وعلى رأسها المها العربي «الوضيحي» والذي انقرض بالفعل نهاية القرن الماضي، وبذلت جهود جبارة لاستعادته مرة أخرى من خلال الإكثار تحت الأسر وإعادة توطينه مرة أخرى في بيئته الطبيعية، وأيضا النمر العربي الذي يعد من الأنواع الرئيسة المهددة بالانقراض، إلى جانب الوعل الجبلي والظباء مثل ظبي الآدمي وظبي الريم، وهناك تخوف من أن يطال سيف الانقراض قريبا بعض الأنواع الأخرى مثل الضبع الخطط، القط البري، الوشق، وثعلب «بلانفورد»، وعدد من أنواع الخفافيش، ولا توجد تقديرات دقيقة لأعداد تلك الكائنات. • كيف تتم حماية الحيوانات البرية عموما؟ الحماية تتم من خلال عدة وسائل، في مقدمتها إنشاء المناطق المحمية وإدارتها وتشغيلها بهدف حفظ كافة أشكال التنوع الإحيائي بها، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض، إلى جانب تطبيق الأنظمة والتشريعات الخاصة بالمحافظة على الأحياء الفطرية وتنفيذ عدد من برامج إكثار لبعض الأنواع المهددة بالانقراض في مراكز الأبحاث التابعة للهيئة وإعادة توطينها في بيئتها الطبيعية، ويساند تلك الجهود برامج التوعية والإعلام البيئي. • ما جهود الهيئة في توعية المواطنين والشباب محبي الصيد والقنص؟ حرصت الهيئة الوطنية للحياة الفطرية على تفعيل مجال الإعلام في هذا الشأن، وشرعت في استخدم كافة وسائل الإعلام المتاحة للتوعية بهذا الشأن، حيث أنتجت عددا من الأفلام التسجيلية والبرامج التلفزيونية والإذاعية، فضلا عن بيانات الصيد التي تبث عبر التلفزيون والإذاعة خلال مواسم الصيد، وأيضا فقرات توعوية قصيرة، إضافة إلى إصدارها عدد من المطويات والملصقات الحائطية، إلى جانب تنفيذ برنامج توعوي موجه لطلاب وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية باسم (نحميها لتنمو)، كما تحرص الهيئة على المشاركة في المعارض والمهرجانات ذات العلاقة، وفي المناسبات الوطنية والإقليمية والدولية، ومن خلال لقاءات الأمين العام للهيئة مع المسؤولين والمواطنين حول المناطق المحمية، بجانب موقع الهيئة على الشبكة العنكبوتية التي تزخر بالمعلومات المفيدة والموثقة حول الأنظمة والتشريعات الخاصة بالمحافظة، وأيضا استقبال المركز للزوار بهدف غرس الوعي البيئي بين المواطنين بأهمية المحافظة على الحياة الفطرية، علاوة على عمل الهيئة على تطوير العمل في إصدار أذون التصدير والاستيراد من خلال موقعها على الإنترنت، ونتيجة هذا الجهد جرى إصدار أول جواز سفر للصقور يسمح السفر بالصقر لعدة سفرات دون الحاجة إلى إذن تصدير واستيراد لكل مرة، إلى جانب إصدار مجلة الوضيحي وهي فصلية متخصصة، وتزويد وسائل الإعلام بالأخبار ذات العلاقة بصفة مستمرة.