لعل أهم ما يميز الأداء التشكيلي للفنان توفيق الزهراني هو قدرته على توزيع اللون بشكل لافت وبمستويات متعددة، مما يضيف لأعماله أداء تصويريا بتوظيف ذاكرته الصورية ملتقطا تفاصيل الحياة لتعكس عمقا تعبيريا وثقافيا لتلك الشخوص التي تداعب مناطق الذاكرة ليعيد ترتيب أوراق الخيال. وفي لوحته (التقاء) يحكي الفنان قصة لقاء روحين قبل أن تلتقي الأجساد في تفسير لظاهرة اللقاء عندما تذوب كل الفوارق وتقترب كل المسافات شعورا وفهما في انسجام لوني محدد بالأشياء ليعكس صورة جميلة توحي بالكثير مما لا نفهمه إلا بعد قراءة الأشياء أكثر تمعن ودقة بارتباط وثيق في العقل الباطن الذي كثيرا ما يأسر أحاسيسنا وعواطفنا تجاه الجمال. إن ألوان الزهراني ذات الشروق المستحيل تتجدد وتتكرر في دواخلنا لتستجمع نقاط الانتظار الذي يقود إلى نهايات كثيرة قد تكون متشابهة في تصورات ثابتة وحاضرة في الذات لتشعل الغموض وتستعيد الهوية بين تلك الألوان المتناثرة في اللوحة.