إن الأيام الخالدة، والذكريات المجيدة للوطن محل احترام وتقدير، إن المملكة بلاد هيأ الله لها قيادة مخلصة تنتمي إلى أرض الجزيرة العربية، عاشت وحدة وتضامنا أنموذجين رائعين، صنعه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن فآذنت ببداية عهد جديد تحقق فيه توحيد المملكة رسميا يوما من الأيام المضيئة لهذه البلاد المباركة. إن يوما تحول فيه الوطن إلى وحدة اندماجية، وأصبح التشتت والضعف في ذلك الوقت قوة، يستحق منا نحن المواطنين أن يبقى في ذاكرتنا، لكي يصبح مناسبة وطنية كبيرة نتذكر فيها باني هذه الوحدة العربية الحديثة، وصانع هذا الكيان العظيم، ذلك الكيان الذي أرسى دعائمه ووضع قواعده وضم شمل أبنائه المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. إن من المناسب في يومنا الوطني أن تدرك الأجيال أن التعليم قد حظي باهتمام كبير ودعم متواصل منذ عام التأسيس الرسمي 1351ه، لافتا أن التعليم هو الاستثمار الأول في الإنسان وبناء المواطن المؤمن بدينه الحريص على رقي مجتمعه وأمته من خلال العلم والمعرفة، وركيزته الأساسية في تقدم الشعوب ومواكبة التطورات لبناء الوطن. إن الدعم الكبير الذي حظي به التعليم في وقتنا الحاضر، إن الجميع يعلم مدى الاعتمادات المالية لبرامج التطوير الهادفة إلى إحداث نقلة تعليمية تواكب التسارع المعرفي وثورة المعلومات في العالم، ويتجلى ذلك في مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم. وقد أدرك خادم الحرمين الشريفين حقيقة التطوير وأهميته وفق رؤية طموحة وشاملة بالإضافة إلى مشاريع التطوير المختلفة واستكمال بناء المدارس الحكومية، والاستغناء عن المباني المستأجرة، مضيفا إلى ما شمله التطوير لمناحي الحياة كإطلاق مؤسسات التعليم المختلفة والبعثات الخارجية للدراسة، وإنشاء الجامعات المتخصصة والشاملة، وما يهم الوطن والمواطن، داعيا أن توضع هذه الجهود في أذهان أبنائنا الطلاب والطالبات في اليوم الوطني للمملكة. إن منسوبي وزارة التربية ومنسوباتها معلمات ومعلمين وقادة تربويين، مستوعبون لهذا اليوم الوطني بما يحمله من معان ومضامين، نستلهم فيه جميعا التضحيات والجهود والنجاحات العظيمة التي تحققت في ظل حكومتنا الرشيدة وقادتها العظماء ومواطنيها الأوفياء وعدم الركون للخمول والذكريات والسعي لاستشراف المستقبل وعقد العزم ومضاعفة الجهد لتقديم ما نستطيع للوطن، وما يسهم في تطوير التعليم في بلادنا، وما يحقق مفهوم الوحدة والمواطنة وتجسيد هذا الشعور بتعميق اللحمة فيما بين مواطني هذه البلاد الغالية، إلى جانب إدراك أهمية المشاركة المجتمعية في قطاعات الدولة، لتعزيز مفهوم المواطنة الحقة التي تضبط التعاملات المختلفة وتحقق لنا رسوخا وحزما في التعامل مع قضايا الوطن والمواطن. * وزير التربية والتعليم