اليوم الوطني للمملكة يوم راسخ في الذاكرة والوجدان؛ لأنه يرمز إلى كيان عظيم، أقامه المؤسس الراحل الملك عبد العزيز رحمه الله يوم أن وحد هذه البلاد تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، إن الاحتفال باليوم الوطني احتفاء بتحول تاريخي كبير توحدت فيه أرض الجزيرة العربية، وانتقلت من الشتات والتفرق والتناحر إلى دولة النظام والتآخي والوحدة. لقد تعامل الملك عبد العزيز رحمه الله مع الإنسان السعودي على أنه محور النهضة وحامل لوائها، وأنه في الوقت نفسه هدف التنمية، ولذلك كرس كل جهوده لبناء أجهزة الدولة الإدارية والخدمية والقضائية وعمل على تسخيرها لخدمة الشعب السعودي. إنه من يمن الطالع أن تعيش وزارة الشؤون البلدية والقروية هذه الأيام الدورة الثانية لانتخابات أعضاء المجالس البلدية التي تعود بداياتها إلى عهد الملك عبد العزيز رحمه الله حين أمر بإنشاء مجالس بلدية في بعض مدن المملكة عام 1345ه، إيمانا منه بأهمية مشاركة المواطنين في صنع القرار. إن ما تشهده أمانات المناطق والبلديات الفرعية من تطورات نوعية كبيرة في مجال العمل البلدي ما هو إلا امتداد للأعمال الجليلة التي وضع لبنتها الأولى الملك عبد العزيز رحمه الله ، سواء في مجال إقامة الهجر للبادية، أو في مجال التخطيط العمراني، أو إنشاء الطرق، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وسن الأنظمة المتعلقة بمنح التراخيص الصحية وغيرها. إن اليوم الوطني للمملكة يلهمنا قيما نبيلة كأمة إسلامية يتجسد فيها بحول الله حب الوطن والانتماء له، إن هذه القيم هي التي صنعت المجد، وبها يتجدد الأمل في المستقبل من خلال البذل والعطاء والتضحية والبناء. إن المملكة استطاعت بحمد الله تعالى خلال هذه العقود أن تتفيأ ظلالا وارفة من الأمن والاستقرار والرخاء، مكنها من تحقيق مستويات متقدمة من النمو في المجالات البلدية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها. * وزير الشؤون البلدية والقروية