نعيش مجريات الحياة الدراماتيكية، ننهض وفي الداخل عشم أن تكون هاماتنا مرفوعة، والأنفاس تعانق السماء، لكن هذه الهمة بدأت تندفن بين لوحات الهواتف الذكية التي أراهن على ذكائها إذ إنها أسهمت في انحناءة الرؤوس. كيف لا وهي التي قادت الشباب إلى أن يطأطئوا رؤوسهم، فلا يكاد شاب يمر بجوارك إلا ورأسه منحنٍ في القاع «يدعبس» في لوحة المفاتيح بحثا عن الدردشة، والحمد لله أن شوارعنا بلا حفر عميقة وإلا لاختفى نصف الشباب فيها، وتحملت غرفة عمليات الدفاع المدني فوق طاقاتها لانتشال ضحايا «البلاك بيري» وغيره من الهواتف الذكية. إن ما نقلته الهواتف النقالة، على اختلاف أنواعها، للمجتمع من ثقافات، أسهمت بشكل لافت في هدم الكثير من القيم، إذ إنها أذابت الثوابت الاجتماعية، وتخطت إلى أن أصبحت وسيلة لم نحسن استخدامها في بناء علاقاتنا الاجتماعية، فأصبحنا نستخدمها في ما لا يسمن ولا يغني، ووارينا ثوابتنا الاجتماعية في الثرى دون أن نذكرها حتى بعزاء. إن واقع الشباب مع هواتفهم الذكية، أسهم بشكل كبير في ردم علاقاتهم بذويهم، إذ إن فرق التقنية شتت التواصل وأصبح الآباء ينظرون إلى أن ما يقترفه الصبية من نهم، حيال هذا الأجهزة جعلهم يتجاهلون وجودهم، في ظل قاعدة الآباء التي أبت التقنية أن تهدمها، فالمهم جهاز ينقل الصوت ويؤدي الغرض. لذلك فالوضع يحتاج إلى إعادة هيكلة العلاقات الأسرة بعيدا عن الهواتف ومدى فطنتها. [email protected]