معدن شفاف هش استخدم منذ العصور القديمة لإعطاء الطعام مذاقه ولحفظه. يتركب من عنصري الصوديوم والكلور، ويعرف علميا بكلوريد الصوديوم، وصيغته الكيميائية Nacl واسمه المعدني الهاليت. يكون الملح عادة بلورات صافية في شكل مكعبات كاملة التكوين تقريبا، والشوائب في الملح تعطيه اللون الذي قد يكون أبيض أو رماديا أو أصفر أو أحمر. ملح الطعام أبيض اللون ولكنه يتكون في الحقيقة من مكعبات صغيرة شفافة. مصدر كل الملح بما في ذلك الترسبات الملحية الموجودة تحت سطح الأرض هو «الأجاج» أي المياه المالحة من البحار والبرك والأجسام المائية الأخرى. ترسبات الملح الموجودة الآن تكونت تحت الأرض بتبخر مياه البحر منذ ملايين السنين. أنواعه الملح نوعان، أحدهما ملح بحري يستحصل عليه من مياه البحر حيث يوضع في أحواض واسعة تبنى على شواطئ البحار أو قربها فيتبخر الماء بأشعة الشمس ويبقى الملح كتلا بلورية، ثم تنقل إلى معامل خاصة تنظفها وتطحنها وتعدها للاستهلاك، والنوع الثاني، هو ما يعرف بالملح الأندراني الذي يوجد في مناجم متبلورا على هيئة كتل صخرية بلورية تقطع وتنقل أيضا إلى معامل خاصة لتصفيتها وطحنها قبل عرضها للبيع. الملح البحري يتكون من 95 في المائة من كلوريد الصوديوم و 5 في المائة معادن أخرى، منها المنغنيز، الكالسيوم، الفوسفور، و الإيودين (من مصدره الطبيعي)، إضافة الى أكثر من 70 عنصرا معدنيا آخر. الملح والصحة الملح ضروري للصحة الجيدة، ويحتوي دم الإنسان على الملح، كما يجب أن يكون في خلايا الجسم ملح، حتى يمكنها أن تؤدي وظائفها بطريقة صحيحة. بعض الدراسات أوضحت أن كثرة الملح أو مركبات الصوديوم الأخرى في طعام الإنسان، يمكن أن تؤدي إلى الارتفاع في ضغط الدم. الملح مادة لا يمكن الاستغناء عنها أبدا في الحياة، فجسم الإنسان البالغ يحوي في المتوسط 100 جرام من الملح، يفقد منها يوميا عن طريق البول والعرق من 20 30 جراما فيحتاج إلى تعويض ما يفقده من الملح من الغذاء، ولما كان الملح يلعب دورا أساسيا في تركيز الماء في الأنسجة، فإن نقصه من الجسم يؤدي إلى اضطرابات عديدة خطيرة لا تزول إلا بتعويض المفقود من الملح. الملح ضروري لكل شخص حي، وللحيوانات كذلك، وأنظمة الأكل بلا ملح يجب أن تحدد بمدة تقصر أو تطول فقط للمصابين بأمراض القلب والكبد والزلال، وبعض البدينين، وينبغي أن يتم ذلك تحت رأي الطبيب وإشرافه. فوائده مزجه مع عصير الليمون يقوي اللثة وينظف الأسنان. وشرب محلول ملعقة من الملح في كأس ماء تفيد في وقف النزيف الرئوي. يخفف وطأة الآلام الناتجة عن البرد بوضع كيس من المطاط في ماء مملح ساخن. غسل القدمين بماء ملح يفيد في حالات التعب أو الورم أو الالتواء أو خلع العضلات. فرك فروة الرأس بالملح المذوب بالماء يحفظ الشعر وينشط نموه. يستخدم أيضا في الصناعات الكيميائية التي تستهلك أكبر كمية من الملح ويستخدم بصفة رئيسية لإنتاج مواد كيميائية أخرى فجزيء الملح يمكن أن يتفكك ويستخدم لصنع مجموعة من منتجات الصوديوم والكلور، وتستخدم كمية كبيرة من الملح لصنع أحد مركبات الصوديوم يسمى الصودا أو كربونات الصوديوم التجارية الذي يستخدم بصفة أولية في صناعة الزجاج والصابون. تشتق مركبات الكلور من الملح أيضا حيث تستخدم هذه المركبات في صناعة الورق، البلاستيك، مضادات الآفات، سوائل التنظيف، مضادات التجميد، والسوائل الأخرى التي تستخدم في التنقية. يستخدم أيضا في صقل السيراميك، الأدوية، تكرير النفط، التبريد، معالجة مياه الصرف الصحي، صباغة النسيج، وإزالة عسر الماء. تدرس حكومات عديدة حاليا إمكانية تخزين النفايات المشعة في مناجم الملح الموجودة تحت سطح الأرض، خصوصا أن لمناجم الملح خواص عديدة تجعلها مواقع جيدة للنفايات المشعة. تاريخه كان الملح سلعة ثمينة منذ العصور القديمة، وكان يستبدل بالذهب أوقية مقابل أوقية. استخدم الصينيون القدامى عملات مصنوعة من الملح في التداول. في مناطق كثيرة حول البحر الأبيض المتوسط، كانت أقراص الملح تستخدم عملة متداولة، وفرضت عدة حضارات قديمة الضرائب أيضا على الملح. كمادة ثمينة، خضع الملح طويلا للاحتكار ولضرائب باهظة فرضت عليه. ارتبط تاريخه ببدء تاريخ الحياة على الكرة الأرضية، فماء البحر الذي ظهرت فيه أول مظاهر الحياة البدائية في رأي البيولوجيين كان مالحا جدا، وفي الليتر الواحد منه حوالى 30 غراما من الملح، ولو أن ملح البحار نثر على سطح الكرة الأرضية كلها لأوجد عليها طبقة سمكها 35 مترا من الملح، ويقدر العلماء الملح المذاب في البحار بثمانية وثلاثين مليار طن.. إلى جانب ملح البحر الذي يعرف بالملح البحري، توجد على سطح الأرض طبقات كثيرة من الملح الصخري أو ملح المناجم ريما تعادل ملح البحر، ولعل أهم هذه الطبقات موجودة في بولونيا قرب مدينة كراكوفيا، بحيث يمكن لفنانين معماريين أن ينحتوا في كثبان الملح هناك مباني ضخمة، ويرتفع من هذه الكثبان غبار الملح إلى علو يبلغ حوالى 60 كيلومترا.