قرر الأمير الوليد بن طلال أن ينفذ مشروعا عقاريا ضخما في مدينة جدة بإنشاء أعلى برج سكني في العالم، البرج يرتفع قرابة ألف وخمسمائة متر طولي، أي بما يقارب ارتفاع مصيف الطائف عن سطح البحر، هذا الارتفاع غير مسبوق في العالم إذ أن برج خليفة في دبي 828 م، وحسب المشروع فإنه سيقام على مساحة كبيرة من الأرض في (أبحر) بمساحة تقارب مليوني متر مكعب تحيط بالبرج حدائق ومباني خدمات ما يجعله ضاحية مستقلة بمدارسها ومستشفى وأسواق تجارية، ولست بصدد وصف المشروع فهو بكل المقاييس ضخم جدا ومكلف جدا وفريد في حجمه حتى تاريخه، ولكن السؤال الذي يلح على كثيرين هو هل نحن مؤهلون ومستعدون لمثل ناطحات السحاب هذه أو بنصف طولها هل الدفاع المدني عندنا وبقية الأجهزة الأخرى كالمرور مثلا والكهرباء والشوارع مستعدة لمشروع عملاق كهذا؟ أيضا هل المجتمع نفسه يمكن أن يتقبل السكن في هكذا ارتفاع؟؟ أنا أشك في ذلك تماما، سألت صديقي المهندس زهير فايز (أكبر مكتب هندسي في جدة) فأجابني بعد تردد: هذه الناطحات خدماتها منها فيها.. بمعنى أنها تحتوي على أنظمة للحريق والصيانة والمفروض أنها مضمونة بأعلى درجات السلامة، جواب حيادي نظري لا يأخذ بواقع الحال، وكما قال بعضهم سينطلق العمل في جدة لبناء أعلى ناطحة سحاب في العالم بجوار خمسين حيا عشوائيا يحتار المصلحون فيها.. وبنصف سكان من المهاجرين مخالفي الإقامة. أتمنى لو يعاد النظر في المشروع إلى عدة مبان بارتفاعات مقبولة فنحن لا نريد أن نرى بورسودان من غرفنا، مرحبا بالمشاريع الجديدة التي ترتقي بنا وليست التي تظهر عجزنا وتصيبنا بالإحباط، لا نريد ناطحة سحاب لا نصل إليها إلا عبر الحفر والمياه الآسنة، أرجوكم أعيدوا النظر. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة