اتهم عدد من المزارعين في محافظة عنيزة في منطقة القصيم الجمعية التعاونية الزراعية، ببيع الشعير في السوق السوداء، ما خلق أزمة شعير في المحافظة وبشكل عام في المنطقة، وانتقدوا الجمعية لعدم تأمينها احتياجاتهم ومطالبهم المختلفة، بالرغم من أن مسؤوليتها الأولى تتلخص في تقديم كافة الخدمات والمساعدات للمراجعين والمزارعين. أبو حمود (مزارع)، يقول «تبيع الجمعية الشعير على المواطنين في السوق السوداء، ما ساهم في خلق أزمة خانقة للشعير داخل المحافظة، الأمر الذي أثار استياء المزارعين، فالجمعية تظن أنها تنفع مساهمي الجمعية بزيادة الأرباح، ولكنها تخسر في حقيقة الأمر ثقة مزارعي المحافظة، وأستغرب من إقدام الجمعية على بيع الشعير في السوق السوداء رغم احتياج المزارعين له». الاتصال بالمزارعين وأشار شافي السعيد (مراجع)، إلى أن «الجمعية تعمد عند وصول شحنة من الشعير إلى الاتصال بالمزارعين الذين سبق أن سجلوا احتياجهم لديها للحضور لاستلام كمياتهم، وهذا شيء جيد ولكن عندما لا يتمكن المزارع من الحضور لظروف معينة تبيع الجمعية كمية الشعير في السوق السوداء، ما يؤثر على المزارع ماديا». مطالب واحتياجات وانتقد سالم النغموش أداء الجمعية، كونها لا تفي باحتياجات ومطالب المزارعين، من حيث توفير المبيدات وخلافها أو تأمين البذور المطلوبة، فالجمعية يجب أن تكون سباقة لتقديم مثل هذه الخدمات كما نعهده منها دائما. ويقول أحمد الهياف (مزارع)، «احتجت لمبيدات حشرية لمزرعتي في أحد الأيام، وعندما بحثت عنها في فرع الجمعية لم تكن متوافرة، ووعدوني بتأمينها في وقت قريب وبالرغم من مراجعتي الجمعية لثلاث مرات في أوقات مختلفة، إلا أنني لم أستطع الحصول على المبيدات، الأمر الذي أثر على محاصيل المزرعة»، واستغرب من تكرار مواعيد الجمعية في توفير المبيدات على المزارعين دون الوفاء بتلك العهود، وترك الأمر على المزارع في البحث عن البدائل في محال بيع المبيدات الزراعية. توفر المبيدات أما مصلح الحميدي (مزارع)، فقال «تحملت خسائر مادية بسبب تلف محاصيل مزرعتي التي بحاجة لمبيدات زراعية، إلا أني فوجئت بعدم توافرها، لهذا اضطررت للبحث عنها في المحال المخصصة لبيع المبيدات، ونظرا لكبر المزرعة فقد دفعت مبلغا كبيرا نظير شراء المبيدات الزراعية، وكنت آمل أن أجد المبيدات متوافرة في مقر الجمعية التعاونية، وهذه الإشكالية أعتقد أن الكثير من المزارعين يشكون منها، ما حدا ببعض المحال الخاصة إلى رفع الأسعار على بعض أنواع المبيدات». إشاعات تجار من جانبه، نفى نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الزراعية العضو المنتدب علي صالح الرميح، وجود سوق سوداء لبيع الشعير، واصفا ما يتردد عنها بالإشاعات الصادرة من قبل التجار ورجال الأعمال التي تتعارض مصالحهم مع ما تقدمه الجمعية من خدمات، مشيرا إلى أن الجمعية تدعو المربين عن طريق الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة «الجوالات»، للحضور لاستلام مخصصاتهم من الأعلاف. وأضاف الرميح أن «الجمعية تميز مساهميها في أوقات الأزمات من خلال تخصيص كميات من الشعير لهم، وهي خطوة غير مسبوقة في هذا المجال، وعلينا أن لا نلتفت للشائعات التي تسيء للجمعية». وعن اتهام بعض المزارعين الجمعية بعدم الوفاء باحتياجاتهم المختلفة، أكد أن «الجمعية تحرص على احتضان أكبر تجمع لاحتياجات المزارعين في المنطقة تحت سقف واحد، فلا توجد أية مؤسسة أو شركة تربط وعلى مدار العام مبلغ مليوني ريال، وهي قيمة أكثر من 1200 صنف من المواد الزراعية والبيطرية موجودة في المستودع، ونرحب بأي مزارع لديه ملاحظة أو شكوى لزيارة مقر الجمعية لإطلاعه على الذي تعيشه الجمعية والوقوف على الواقع الحقيقي للأداء».