شيعت قرية القرة فجر أمس الأول الطفلين محمد وريان البيشي، توفيا غرقا في سيول وادي المغلية التي أعادت ذكرى حادثة غرق سبع طالبات عام 1418ه، جرفتهن السيول عندما كن في طريقهن إلى المدرسة، ولا تزال تلك الحادثة عالقة في أذهان الصغار والكبار. وقال كل من والد محمد، والد ريان إن «الحادث قضاء وقدر والحمد لله على كل حال». إلى ذلك جرفت السيول سيارة من نوع شاص، وحاصرت ركابها الثلاثة، بينهم طفل في الثامنة من عمره، أثناء عبورهم من وادي ليه لشراء مستلزمات إفطار الصيام، وهب العديد من سكان قرية الراحة لإنقاذ الركاب، بعد أن جرفت السيول السيارة. وكانت القرى الحدودية قد شهدت عواصف ترابية مصحوبة بزوابع رعدية أدت لتدني مدى الرؤية الأفقية، أعقبتها أمطار غزيرة استمرت ثلاث ساعات متتالية، واضطر العديد من الصائمين الإفطار في منازلهم، بعد أن كانوا يفطرون جماعيا في المساجد. وطالب العديد من أهالى القرى بسرعة تنفيذ مشاريع الجسور على وادي ليه في كل من القفل والراحة، من أجل عبورها بسلام وأمان، وقال المواطن إبراهيم علي، إن «السيول حدت من دخول الأهالي إلى بعض القرى الواقعة جنوب وداي ليه، فيما فضل البعض الإفطار خارج المنازل خوفا من مداهمة السيول». وأدت السيول لغرق بعض المنازل في قرية القائم التابعة لمحافظة ضمد، ملحقة أضرارا في بعض الممتلكات، ولم يتمكن الأهالي من الوصول إلى الجوامع بسبب تجمعات مياه الأمطار. وكان أهالي القرية قد طالبوا المسؤولين عبر «عكاظ» قبل شهرين، بإنشاء سد خرساني أو عقم ترابي في قرية القائم لوقوعها في مجرى السيول، لحمايتهم من السيول، إلا أن أحدا لم يلتفت إليهم وتمكنت بعض الأسر من الخروج من منازلهم خوفا من السيول التي حاصرت القرية من الجهتين الشمالية والشمالية الشرقية.