سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليس الهدف من قصر الفتوى تكميم أفواه الناس والحجر عليهم منع التطاول على العلماء ليس تقديسا ولا يحظر مناقشتهم . . المفتي العام يحتفي ب «عكاظ» في أول منتدى إعلامي:
أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن للإعلاميين دورا كبيرا في خدمة قضايا الأمة وشؤونها، لافتا إلى أن المؤسسات الدينية والصحافية تجتمع في خدمة الدين والوطن. واستنكر رفض بعض الجامعات قبول الطالبات، الأمر الذي أدى بحسب قوله إلى تصرفات لا يقبلها الجميع، مطالبا الجامعات بإيجاد الحلول وأن تحرص على الاستيعاب قدر الإمكان وألا تغلق الباب. وقال المفتي في أول منتدى إعلامي له، وخص به «عكاظ» في منزله الاثنين الماضي، إن الأمر الملكي الذي قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء ليس الهدف منه تكميم أفواه الناس والحجر عليهم، مشيرا إلى أن الفتوى العامة التي تهم كل الناس تصدر من جهات علمية موثوقة؛ ليكون لها وقعها وتكون أقوى اجتهادا وأكثر اطمئنانا وموضوعية.. فإلى التفاصيل: عبدالله الداني: • هل للإعلاميين دور في خدمة قضايا الأمة؟ دور الصحافيين والإعلاميين في خدمة الأمة لا يختلف عن دور إخوانهم من المسلمين؛ لأنهم جميعا يتحسسون مشاكل الأمة فنحن وإياهم سواء أمام الأمانة الملقاة على عواتقنا، نحب الخير للمسلمين جميعاً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». وإن كان للصحافيين والإعلاميين دور كبير؛ حيث إنهم قادرون على إيصال المعلومة وإخراجها مخرجا جيدا، ونشرها بين الناس وتبصيرهم بها، فلا شك أن مسؤوليتهم كبيرة، والجميع مطالبون بما فيه الخير والصلاح. أسأل الله أن يوفقوا للصواب، وأن يكون سعيهم مشكوراً وعملهم صالحاً. د. صالح الكريم • ما وجه التكامل بين الصحافة والمؤسسات الدينية؟ أرجو من الله أن يوفق الجميع للتعاون، فالمؤسسات الدينية والمؤسسات الصحافية كلاهما عندي تجتمع في غاية واحدة، هي خدمة الدين والوطن؛ لأننا جميعا في هذا البلد المبارك هدفنا خير ومقصدنا حسن، فالمؤسسة الصحافية أو الشرعية أرجو أن تكونا يدا واحدة للتعاون الجيد بينهما، وأن يكون كل منهما مكملا للآخر، فالمؤسسة الشرعية نشاطها في مجال الفتاوى والقضاء، والدعوة، ونشر العلم الشرعي، والمؤسسات الصحفية تساندها في إيصال هذه المهمة ونشرها بين أفراد المجتمع، فكلاهما في بلاد الإسلام ولخدمة قضايا المسلمين، وجزء من أجزاء الأمة، فلا أرى أن يكون هناك فرق بينهما؛ لأن هدفنا جميعا واحد، وهو حماية هذا الدين، ثم هذا الوطن من كل سوء، يشترك في أداء هذه المهمة كل فرد منا، وكل واحد منا مسؤول في مجاله. تجمع الطالبات د. أنمار مطاوع: • عندي ملاحظتين، سمعتم بما حدث في جامعة أم القرى وجامعة الطائف من تعدي الطالبات على المسؤولات بسبب عدم قبولهن، هل من كلمة توجهونها لأولياء أمورهن الذين شجعوهم على هذه السلوكيات؟ أولا على الجامعات عموما الحرص على استقبال أكبر قدر ممكن من المتقدمين لها، وأن تهيئ الجامعات نفسها لاستقبال الطلاب والطالبات، وأن تنظر في القبول؛ لأن عدم قبول الشباب في الجامعات سيجعلهم في فراغ دائم، فلا بد للجامعات أن تحرص على الاستيعاب قدر الإمكان وألا تغلق الباب. وأما ما حصل في جامعتي أم القرى والطائف فينبغي أن يقابلن من يمتص غضبهن ويعدهن بالخير ويوجههن، وأن تسعى الجامعة لإيجاد حل لقبولهن، لا نريد أن نغلق الباب أمامهن بحجة عدم وجود مقاعد. المفروض أن تستقبل الطالبات بشكل جيد، وتكون هناك مشرفات من تستقبلهن وتعدهن بالخير، وأن تسعى الجامعة في تطمين الطلاب والطالبات، أما أن يقابلون بالرفض، فهذا لا ينبغي، المفروض أن يقابلوا بالوعد الطيب، ويصحب ذلك الحرص على الاستيعاب قدر الاستطاعة، والإقناع بشيء يطمئنهم. وأن يكون التسجيل والقبول عن طريق الموقع، أما المواجهة وإغلاق الباب أمام المتقدمين، فهذا لو تم تفاديه وعدم اللجوء إليه، لكان أولى. • وأولياء الأمور؟ بينا ذلك، لكن مع هذا لابد من دور الجامعة، قد لا تقبل الفتاة من أبيها التوجيه، أو لا يمكنه مساعدتها في ذلك، لكن على الجامعة إيجاد علاج للمشكلة بأي طريق، كأن تجعل الدراسة صباحية ومسائية، أو الوعد بالقبول في الفصل الآتي، المهم تؤتى بحلول كفيلة بإنهاء الموضوع، وعدم فتح المجال لمثل هذه التصرفات والممارسات؛ لأن هؤلاء إذا استعملن هذا الضغط وقبلن، اتخذ غيرهن هذه الوسيلة. أتمنى من جامعاتنا الأهلية والحكومية استيفاء الأعداد قدر الإمكان وإعطاء الوعد للباقين في الفصل الثاني. مكبرات المساجد • تتنافس بعض المساجد خلال شهر رمضان في رفع مكبرات الصوت في صلاة التراويح والمحاضرات والتهجد، هل من كلمة للمسؤولين عن هذه المساجد؟ سماع القرآن من خلال مكبرات الصوت في البيت أو الشارع، لاشك أنه يشعر الإنسان بالراحة، وهو مظهر من المظاهر الإسلامية في المجتمع المسلم، ويفرح المسلم بسماع صوت القرآن، وأن المساجد يؤمها المصلون، وتقام فيها الصلوات جماعة. لكن مع هذا كله لا ينبغي المبالغة في ذلك، فالمكبر وجوده نعمة، وإذا وجد ضرر بتقارب المساجد، فالخطأ يعالج بتخفيف الصوت، لكن وجود المكبرات وسماع الناس القرآن من خلالها تزيد الإنسان فرحا وسرورا، كلما استيقظ وسمع المؤذنين، فرح الإنسان بذلك. قصر الفتوى أحمد عائل فقيهي: • ألا ترون أن قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء يمكن أن يقيد اجتهادات الباحثين والفقهاء والعلماء ويمنع التعددية في الفتوى على كل المذاهب؟ ليس الهدف من قصر الفتوى تكميم أفواه الناس والحجر عليهم، المهم منها أن الفتوى العامة التي تهم كل الناس تصدر من جهات علمية موثوقة ليكون لها وقعها، وليطمئن لها الناس. وأما المسائل الفردية فكل عالم يفتي بحسب علمه مع مراقبة الله فيما يفتي به. ولكن المسائل العامة، والقضايا المهمة والكبيرة، لو فتح المجال فيها للناس لصار هناك اضطراب، فصدور الفتوى العامة من هيئة علمية ذات شأن يكون أوقع في النفس، وأقوى اجتهادا، وأكثر اطمئنانا، وموضوعية. الخطاب الديني أحمد عائل فقيهي: • هناك صورة نمطية مكرسة في الإعلام العربي والإسلامي عن الخطاب الديني في المملكة مفادها: أنه خطاب تقليدي منغلق ومتشدد وغير متسامح ومعاد للحضارة وللتطور والتقدم والحداثة، كيف يمكن تصحيح هذه الصورة؟ خطابنا الديني، له ضوابطه، وأصوله، وهو خاضع لمعايير شرعية، وليس خاضعا لأهواء الناس، ورغباتهم. فإذا كان الخطاب الديني مبنيا على دليل من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فما أحسنه، وأحكمه، وأعدله من خطاب، ونحن على هذا النمط من الخطاب، وإن قالوا ما قالوا. والخطاب المذموم هو الخطاب الذي يسلك طريق الغلو والتشدد المخالف للشرع وأحكامه، أما الخطاب المبني على أدلة الكتاب والسنة الثابتة، فهو خطاب ديني معتدل، حضاري، متسامح، ثابت غير منهزم، فإن المسلمين لا ينهزمون أمام الآخرين، فالمؤمن ثابت على إيمانه وثوابت دينه، وقيمه، فنحن لا يمكن أن نغير منهج حياتنا، وثوابت ديننا لنوافق أهواء الناس، ونساير رغباتهم. نحن أمة مسلمة خطابنا منبثق من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ونحن عليه سائرون، ولن ننهزم ولن نرضى بالانهزامية. والقائلون بذلك يريدون من خطابنا أن يكون غير ملتزم بالوحيين، وأن تذوب فيه شخصية المسلم وكرامته، ويصبح خطابا متضمنا بعض التنازلات عن الثوابت والمسلمات. د. صالح الكريم: • هناك نواح اجتماعية كثيرة تحتاج إلى جهد المؤسسات الدينية، وقد يكون الموجود لا يغطي كثيرا، فهل تفكرون في إنشاء أكاديمية لإعداد المتخصصين في الفتوى يساعد أفراد المجتمع كله، كثير من القضايا ذات ارتباط وثيق بالدين وكلما ابتعدت تنشأ المشكلات منها؟ هذا شأن هيئة كبار العلماء، ومهمتها الاهتمام بالقضايا الاجتماعية ذات الطابع العام، وهذا هدفها، وكل قضية اجتماعية تطرح عليها ترى أنها ذات صبغة عمومية تحتاج إلى بحث اجتهادي جماعي، فالهيئة تكون لجانا لدراسة الموضوع، وتستكتب مختلف الأشخاص الذين لديهم القدرة العلمية، وتحكم بحوثها قبل أن تعرضها على اللجنة، ومن ثم يتخذون فيها القرار المناسب، وفق الأدلة الشرعية. التصنيفات والتقسيمات • تعاني الأمة من التصنيفات والتقسيمات، ماتعليقكم؟ نحن مسلمون كما قال الله: «هو سماكم المسلمين»، ولا ينبغي أن نقسم أنفسنا أو نوزع أفرادنا إلى كذا وكذا. نحن المسلمون إذا تمسكنا بشرع ربنا وسنة نبينا. أما تقسيم الناس وتصنيفهم وتوزيعهم بغير دليل من الشرع، فهذا خطأ. ماجد المفضلي: • مع حلول شهر رمضان المبارك يكتظ المسجد الحرام بالمصلين والمعتمرين والمعتكفين، وخلال هذا الشهر يحدث اكتظاظ كبير في صحن الطواف مما يجعل الأمر شاقا على المعتمرين والطائفين، هل لكم كلمة لشؤون الحرمين لتنظيم الأمر؟ لا يمكن تفادي ذلك، فإن الحرم يمتلئ خلال شهر رمضان بالزوار والمصلين في جميع أروقته، فإن وجد الإنسان سعة طاف وإن لم يجد فلينتظر، وأظن أن الطواف أثناء الصلاة موجود ومسموح به، ولا ينقطع لأجل الصلاة، ولو قدر أن الصحن امتلأ بالمصلين، فيقف الطائفون، ثم يكمّلون طوافهم بعد الصلاة. معتوق الشريف: • المملكة وقعت على العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، فكيف ترون من يطالب بتطبيقها على أرض الواقع، لاسيما أنها تحتاج إلى تقارير سنوية من كل دولة تقدم للأمم المتحدة؟ المملكة العربية السعودية هي دولة إسلامية أسست على التقوى والصلاح، ونمت على خير وصلاح، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحكم الكتاب والسنة في جميع شؤون الحياة، وهي وإن وقعت على وثائق حقوق الإنسان، لكنها ملتزمة ولله الحمد بتطبيق الشريعة، ولا يمكن التنازل عنها بحال من الأحوال، وحقوق الإنسان قد ضمنتها الشريعة الإسلامية. معتوق الشريف: • هل من كلمة لرجال الأعمال والميسورين خلال هذا الشهر لزيادة إنفاقهم نسبة لوجود بعض حالات الفقر في المجتمع؟ فيما يتعلق بالفقر فإن الضمان الاجتماعي قام منذ سنوات بتنظيم جيد لاستيفاء وتعميم إيصال الخير للمستحقين، والأعداد تزداد عندهم وينفقون تقريبا على 700 ألف مستفيد. وشهريا يوزع مليار ريال من خلال الضمان، وفي رمضان تأتي المكرمة الملكية براتب شهرين للمستفيدين. وكذلك إسعاد الفقراء أيام الدراسة، وترميم مساكنهم والإعاشة والإسعاف الفوري إذا اضطر إليه، فالضمان الاجتماعي قدم خدمة جيدة. وأوصي إخواني الموسرين وقد من الله عليهم بالنعمة أن يساهموا بزكاة أموالهم، وإن كثرت الأموال فإيصالها للضمان الاجتماعي أمر مطلوب؛ لأنه لديه قدرة وإحصاء للمستحقين، فدفع الزكاة للضمان مما يكفل وصولها للمستحقين. قيادة المرأة أحمد عائل فقيهي: • كثر الحديث عن قيادة المرأة للسيارة في المملكة، ما الذي يمنع ذلك خاصة أننا البلد الوحيد في العالم الذي يقف ضد هذا الأمر؟ وهل هناك نص ديني يمنع ذلك؟ نحن في هذا البلد لنا أعرافنا وتقاليدنا الإسلامية التي سرنا عليها، ونرجو أن نبقى عليها ثابتين مستقيمين، والموضوع كفانا فيه نائب وزير الداخلية الذي تحدث في الأمر حديثا جيدا، ونحن أمة مسلمة ويجب أن نبقى على ما نحن عليه من أعرافنا وتقاليدنا الإسلامية. وأن نعالج قضايا المرأة الأخرى الأكثر أهمية، مثل منع البعض لتوريثها، وظلم بعض الرجال لنسائهم، مع أنها ولله الحمد مكرمة لدينا، وتنال من الحقوق ما لم تنله نظيراتها في أي بقعة أخرى من بقاع العالم. فالمرأة لدينا ترث من غيرها، ويرث غيرها منها، وهي موظفة، ولها حقوقها المصونة، ما أظن امرأة في خارج الجزيرة تعيش كما هي عندنا، فنحرص على ما فيه مصلحتها مثل حقها في الحضانة. أما في مسألة القيادة فيجب أن نبقى على ما نحن عليه، وهي ليست من أولويات قضايا المرأة، وتناولها وطرحها مبالغ فيها. • ولكن المرأة تقود السيارة في بلاد إسلامية أخرى فلماذا لا يتم ذلك في المملكة؟ بلادنا لها خصائصها ومميزاتها التي لا يمكن لها أن تتنازل عنها، وعمل الآخرين ليس حجة علينا، فلنا أصولنا، وقواعد حياتنا، وظروفنا الخاصة بنا، المحكومة بضوابط الشرع، والنظر إلى المصالح والمفاسد. المفسرون والرقاة د. صالح الكريم: • المجتمع رغم ما يشهده من تقدم وحضارة في ظل رعاية الدولة، إلا أن هناك ظاهرتان عجيبتان في تنام، مثل التوسع الكبير في تفسير الأحلام واللهث وراءها بطريقة غير طبيعية. والظاهرة الأخرى هي استخدام الرقية الشرعية والتوسع فيها حتى أصبحت لها عيادات وأماكن خاصة؟ تعبير الأحلام علم لا شك في ذلك، يهبه الله لمن يشاء، قال الله تعالى (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأوِيلِ الأحاديث). والنبي صلى الله عليه وسلم وجهنا إلى أن من رأى في المنام ما يكره، عليه أن يتعوذ بالله منها ومن شر الشيطان، وأن يبصق على يساره وأن يحول مضجعه، من جنب إلى آخر، ولا يخبر بالرؤيا التي يكرهها أحدا ليسلم من شرها. وإن رأى ما يسره فليخبر بها من يحب. فلا بد أن يكون التعبير منضبطا، من غير غلو، فإن الغلو قد يؤدي إلى الخطأ في التعبير. • لكن الناس بالغوا في ذلك؟ إذا رأينا من المعبرين من لم يلتزم بضوابط الشرع فيها، فينبغي أن لا نتصل بهؤلاء، ونحمد الله على العافية، وإذا رأينا مايسوؤنا أن نتبع التعليمات الشرعية ونبتعد عن هذه التأويلات التي يقع فيها خبط وغلط. أما الرقية الشرعية فالله تعالى يقول: «وننزل من الْقرآنِ ما هو شفاء»، وفي السنة النبوية أيضا ما يدل على ذلك، ففي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما فيه شفاء لأمراض القلوب والأبدان، فالرقية نوع من أنواع العلاج المشروع، لكن على الرقاة أن يتقوا الله ويلزموا الصدق والأمانة، ويبتعدوا عن الأكاذيب والتخيلات الباطلة. • ولكن هناك أماكن تشبه العيادات مخصصة للرقية؟ إذا تولى الرقية رجل يرقي المريض بكتاب الله ومتبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يمارس أشياء من قبيل الشعوذة، فلا بأس بذلك. معتوق الشريف: • ظهرت في الفترة الأخيرة الكثير من القضايا المتصلة بالطفولة (الأطفال) حيث زهقت أرواح بريئة على أيدي آبائهم وأمهاتهم وزوجات آباء واعتداء على الطفولة، فهل من كلمة لهؤلاء؟ من سنة الله تعالى في خلقه أن وضع في قلوب الأبوين الشفقة والحنان على أولادهم، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى أما تحضن وليدها، قال لأصحابه: «أترون أن هذه الأم تلقي ولدها في النار؟» قالوا: لا. قال: «لله أرحم بعبده من هذه بولدها»، فطبيعة الأم الشفقة والحنان. أما وجود شاذ من الناس، أو مريض نفسي يحصل منه اعتداء على الطفل، فهذا ليس بعيدا، فإن الإنسان إذا غضب غضبا شديدا يكاد أن يقتل نفسه. فهذه حالات نادرة، ووجود حالات نادرة ليس مستبعدا. • وبعضهم تركوا أبناءهم في أيدي الخدم فقتلوهم؟ لا نقول قتلوهم، وإنما أهملوا التربية، ووكلوا التربية إلى من هو ليس أهلا لها، فإذا تنازلت الأم عن دورها وأهملت وظيفتها وتولتها الخادمة في جميع مراحل حياتها فهذا خطأ. أما وجود شذوذ وإساءة للأطفال فهذا غير مستبعد. منع التطاول عبدالله الداني: • ماذا عن الأمر الملكي الكريم بمنع التطاول على العلماء وبالذات سماحتكم كان محل تقدير من الجميع، ولكن هل يعني هذا تكميم الأفواه وأن لا يكون هناك نقاش حتى ولو كان بأسلوب علمي رصين يراعي أدب الحوار؟ المقصود هو كف الأذى وبذاءة اللسان والتطاول الذي ليس له مبرر، أما النقاش فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ، ولكن المقصود من قرار الملك حفظه الله هو منع الاستطالة فيما ليس له محل. • ولكن البعض استغل هذا التوجيه وعده من قبيل التقديس؟ حاشا وكلا .. المقصود منع البذاءة، قد يكون بعض الكتاب أو الأشخاص يتكلم بكلام فارغ ليس له مبرر، والله تعالى يقول: «والذين يؤذون الْمؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثْما مبينا». • أي أن القرار لا يمنع النقاش العلمي؟ أبدا لا يمنع. • هناك بعض الأئمة يطيلون الدعاء في رمضان؟ النبي صلى الله عليه وسلم علم الحسن الدعاء في القنوت، والدعاء مطلوب، ولكن ينبغي اختيار الدعاء المنصوص عليه في كتاب الله والمأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أنفع من غيره وأكثر جدوى. ولكن هناك نوع من التكلف والسجع؟ هذه مسؤولية وزارة الأوقاف، وعلى الأئمة الاعتدال في الأمر. د. أنمار مطاوع: • أفتيتم قبل أيام بحرمة اقتحام المنازل، هل تنصحون بوضع نظام يلزم بذلك؟ المنازل لها حرمتها واحترامها وهذا ما نص عليه النظام الأساسي للحكم. والله تعالى قال: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها). أحمد عائل فقيهي: • ما رأيكم في قرار تأنيث البيع في المحلات النسائية؟ إذا كانت أسواق محفوظة خاصة بالنساء ولا يدخلها رجال، فهذا لا بأس فيه، وشيء طيب. المواقع التاريخية ماجد المفضلي: • درج بعض المعتمرين والزوار والحجاج على زيارة أماكن تاريخية في مكة مثل جبل الرحمة وغار حراء وغار ثور، وهناك دعوات تتعالى بين الحين والآخر لإغلاق هذه المواقع، ما هو رأيكم؟ تلك الأماكن قصدها بالزيارة أمر لا ينبغي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما بعث لم يعد إلى غار حراء أبدا، وكذلك الصحابة لم يقصدوا تلك الأماكن بالزيارة. ولكن إن زارها أحد بصورة فردية لغرض الاطلاع والرؤية بدون اعتقاد أو تعبد فهذا لا بأس به، أما أن تزار تعبدا وتقربا إلى الله فهذا مرفوض. وجبل الرحمة لم يشرع الصعود عليه، إنما المشروع الوقوف بعرفة. هذا يعني أنكم لا ترون منع زيارة هذه الأماكن؟ أرى منع الزيارة إن كانت بقصد التعبد والتبرك، وكذلك جعلها مزارا للناس يقصدونها بالزيارة أمر لا ينبغي، حتى لا يتخذ ذلك ذريعة إلى الاعتقاد فيها. د. صالح الكريم: هناك توجيه لصاحب السمو الملكي النائب الثاني بالاحتفاظ بهذه الآثار؟ المهم أن من يأتيها تزلفا أو تبركا فهذا لا يجوز، والأصل ألا نخصها بشيء. البناء في منى ماجد المفضلي: • مع زيادة عدد الحجاج والازدحام الذي يشهده مشعر منى، ولدى الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية في وزارة الشؤون البلدية والقروية بزيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى في سفوح الجبال، لكن هيئة كبار العلماء ترى أن الحج الصحيح في وادي منى؟ هناك فتوى من هيئة كبار العلماء تجيز البناء في جبال منى وإنشاء الخيام أيضا. وهم بنوا على هذه الفتوى بجواز البناء على سفوح الجبال. • لديهم مشروع لبناء الخيام على تلك السفوح؟ كالعمائر، لا بأس بذلك. عبد الله الداني: • هل من نصيحة للعلماء والخطباء في رمضان؟ أوصيهم بتقوى الله، وأن تكون خطبهم في مناسبة هذا الشهر تعالج قضايا الأمة، وتبين أحكام الصيام وحكمه وآدابه، والأحكام المتعلقة بالمفطرات، والحث على طاعة الله، والتوبة إلى الله، والاستمرار على العمل الصالح، واغتنام الموسم فيما يقرب إلى الله تعالى. • في خطبتكم الأخيرة ركزتم على موضوع تقديم النصح لولاة الأمر بالطرق الشرعية المرعية، ما هو المنهج الشرعي في النصح؟ لا شك أن ولاة أمرنا نناصحهم كما يناصحوننا، نصيحتنا لهم بالدعاء لهم بالتوفيق، والحث على الارتباط بهم، والترغيب في طاعتهم بالمعروف، وإيصال النصيحة بالقنوات المناسبة، فهم من أهل الخير، وملوك مسلمون، يقبلون النصح والتوجيه إذا جاء بالطريق المشروع. • وماذا عن نشر النصيحة على الملأ وفي مواقع الإنترنت؟ هذا لا يصلح، ولا يجوز. الحسن والحسين د. أنمار مطاوع: • هناك مسلسل سيعرض في شهر رمضان عن سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما، ماذا تقولون؟ إن تمثيل الصحابة والتابعين في المسلسلات أمر لا يجوز، وقد سبقت فتوى هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة بتحريم ذلك؛ لما فيه من الامتهان والإساءة إلى أعراض الصحابة وشخصياتهم.