حبس المتنزهون في الكورنيش البحري في جدة أنفاسهم لدقائق طويلة حينما أشهر رجل في الستين من العمر سلاحه الناري في وجوههم، محتجزا صبية في الثانية عشرة من عمرها.. مهددا بإطلاق النار على كل من يحاول تحرير المحتجزة أو الاقتراب منها، مضت الدقائق سريعة قبل أن تتدخل قوات الأمن وتجبر الرجل على الاستسلام وإلقاء سلاحه أرضا ليكتشف المتنزهون ورواد البحر أن الصبية المحتجزة هي ابنة الرجل، وأن السلاح الخطير لعبة أطفال. كل الوقائع المثيرة، وثقتها كاميرا مصور هاو سجل اللحظات العصيبة على ذاكرة هاتفه النقال، وطبقا لشهود كانوا في مسرح الحدث مطلع الأسبوع، فإن الرجل الذي كان يرتدي ثوبا أبيض اللون وشماغا، تقدم نحو طفلة ترتدي بنطالا أزرق وقميصا سماويا فاتحا، وجذبها بعنف وأمسك بيدها ثم بدأ في التلويح بسلاح ناري وتهديد كل من يقترب منه بالقتل والايذاء، وعزز الرجل فعلته بإصدار مفردات غير مفهومة مطلقا عبارات التهديد والوعيد، فيما بدت الصبية المحتجزة في حالة من الهدوء والتماسك ما أثار ريبة المتنزهين الذين كانوا يتابعون فصول الواقعة الغريبة، المقاطع التي سجلتها عدسة المصور الهاوي أظهرت أن الرجل اصطحب الطفلة في محيط مجموعة من المطاعم على الكورنيش البحري، كما أظهرت وصول مركبات أمنية تتبع قوة أمن المهمات والواجبات الخاصة في شرطة منطقة مكةالمكرمة، دوي وصافرات السيارات الأمنية وتأهب رجال الأمن دفع الرجل الخاطف إلى الارتباك والتراجع، فألقى سلاحه أرضا رافعا يديه مستسلما، وفي الحال انقض عليه رجال الأمن وشلوا حركته، فيما كانت عناصر أمنية تبعد الصغيرة من منطقة الخطر إلى مكان آمن، تحفظت قوات الأمن على المتهم قبل اقتياده إلى مركز شرطة السلامة للتحقيق والتحري، حيث تفجرت مفاجأة كبرى، إذ تبين أن الخاطف هو والد الصبية وأن أداة التهديد مجرد دمية بلاستيكية سوداء، في الأثناء أبلغ المتحدث الرسمي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق، أن المتهم يقطن خارج محافظة جدة، وأفاد المحققون ان خلافا مع شابين دفعه إلى تصرفه، وطبقا للمتحدث فإن السلطات الأمنية أحالت ملف الواقعة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، تابع مجريات الحدث مدير شرطة جدة المكلف العميد محمد الجهني، فيما تولى التحقيق والاستجواب مدير قسم شرطة السلامة المقدم هاشم الجهني.