زاد عدد القتلى الذي تزهق أرواحهم على أيدي بعض المجرمين بسبب خلاف شخصي أو عداء أو مطالبة بحقوق مالية أو عقارية، فيستخدم القاتل القتل أسلوبا لإنهاء خصومته مع غريمه، حتى أصبحنا نصحو كل يوم على عدد من جرائم القتل التي تبين التحقيقات الجنائية دوافعها الشخصية، بعد أن كانت جرائم القتل محدودة العدد وتظل الجريمة الواحدة منها حديث المجتمع حتى تحصل غيرها فينتقل الحديث إليها وهكذا دواليك! أما في هذه الأيام فإن جرائم القتل يأخذ بعضها برقاب بعض وقد يكون ذلك مرتبطا بزيادة عدد السكان في البلاد، ولكنه أيضا قد يكون له علاقة بالعفو من القصاص الذي يحصل عليه بعض القتلة إما تنازلا لوجه الله من قبل أهل الدم وهو قليلا ما يحصل وإما عن طريق دية مضاعفة يدفعها بعض القادرين بعد مناشدة أسرة القاتل لهم التدخل لعتق رقبة ابنهم من القصاص الشرعي وإما أن تقوم القبيلة بجمع ثمن الدية عن طريق أفرادها فإن كان مجموع أبنائها خمسة آلاف على سبيل المثال ودفع كل واحد منهم ألف ريال تجمع لديهم خمسة ملايين تدفع دية لإنقاذ ابنهم القاتل، ولعل هذا قاد بعض الذين في قلوبهم مرض إلى استسهال إزهاق الأرواح في لحظة غضب وانفعال وتسليم العقل والنفس ووضعها تحت سيطرة الشيطان الرجيم! ولو أن التدخل لإنقاذ القتلة من القصاص الشرعي اقتصر على الجرائم التي تقع بلا سبق إصرار أو ترصد أو التي لا يخالطها هتك عرض وما شابه ذلك وإنما تحصل في لحظة شيطانية دون قصد القتل في حد ذاته، لفهمت إلى حد ما ذاك التدخل، ولكن عمليات الإنقاذ من القصاص الشرعي لا تأخذ في الحسبان ظروف الجريمة وهل هي جريمة قتل مركبة مصحوبة بإفساد في الأرض أم أنها مجرد جريمة قتل عادية غير مقصودة بل تساوي بين رؤوس جميع القتلة وتوسع لهم دائرة العطف مع أن العرب قالت من قبل «إن القتل أنفى للقتل» ثم جاء القرآن الكريم بإعجازه ليقول «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب». ولذلك فإن على الذين يتدخلون في قضايا القتل باذلين من أجل وقف القصاص الشرعي من مالهم أو وجاهتهم أن يراعوا الله في هذا الأمر فلا يكون بذل المال أو الجاه إلا في جرائم القتل غير المقصود بها القتل نفسه وكذا التي لا يكون فيها عدوان على الأعراض وإنما تكون عارضة، أما الجرائم التي تصدر عن نفوس مجرمة متوغلة في الإجرام فلا مصلحة للبلاد والعباد في بذل الشفاعة لها لرفع سيف القصاص العادل عن رقابها والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة