يعتبر المدرب الألماني بيرند ستانج، أحد المدربين القلائل الذين جابوا العالم، وتنقلوا حول مختلف القارات من أوروبا إلى أوقيانوسيا وآسيا، قبل أن يحط الرحال مجددا في القارة العجوز. حيث تعاقد مع الاتحاد البيلاروسي لتدريب منتخبه في عام 2007، وحقق ستانج قفزة نوعية مع بيلاروسيا التي تقدمت مراكز عديدة في التصنيف العالمي للفيفا، وهو يطمح أن يصبح أول مدرب يقود بيلاروسيا إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية، حيث يحتل حاليا المركز الثاني في المجموعة الرابعة لتصفيات البطولة، التي ستقام في بولندا وأوكرانيا العام المقبل،موقع الفيفا الإلكتروني أجرى حوارا حصريا مع المدرب ذي الثالثة والستين من العمر تحدث فيه حول تدريب بيلاروسيا، وحلم التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية 2012 واختلاف الثقافات والأساليب بالإضافة إلى تطور كرة القدم الألمانية. • كيف ترى الأمور مع منتخب بيلاروسيا في تصفيات كأس الأمم الأوروبية الحالية ؟ أنا سعيد بتدريب بيلاروسيا،خصوصا مع ما حققته مع المنتخب حيث ساهمت بتقدم بيلاروسيا من المركز 90 إلى 37 في التصنيف العالمي، وهو أمر يجعلني فخورا جدا. أصبحت بيلاروسيا الآن قريبة في التصنيف من روسيا وأوكرانيا، وهو إنجاز كبير حققته مع فريق شاب، كما أنني فخور أن أكون مثالا للمدربين البيلاروسيين الذين يتبعون الأسلوب الذي يلعبه المنتخب، أنا سعيد مع بيلاروسيا وأسعى للتأهل إلى كأس الأمم الأوروبية، حيث سيكون أمرا رائعا الحلم بأن نتأهل وسنحاول القيام بهذا الأمر بكل ما نستطيع من قوة. • دربت العديد من الأندية والمنتخبات. ما هي أوجه الاختلاف بين المهمتين؟ إذا كنت مدربا لمنتخب فإن الفريق يكون متوفرا لك فقط، لعدة أيام ومن الصعب إيجاد وجه معين لفريقك؛ لهذا مهمة مدرب المنتخب ليست سهلة فهو ليس فقط مدربا ل25 لاعبا، بل يجب أن يكون قائدا لدى الاتحاد المحلي ويجب أن يعطي الاتحاد اتجاها ليتبعه اللاعبون. • هل يمكننا القول بأنك اتخذت قرارا صائبا بترك كرة القدم الألمانية واكتشاف كرة القدم في أنحاء مختلفة من العالم؟ لقد سنحت لي فرصتان لتدريب الأندية في الدوري الألماني الممتاز، حيث دربت نادي هيرتا برلين ولايبزيج، ولم أحقق معهما أي شيء، بعد ذلك رأيت أنه لم تكن هناك أية فرصة لي من أجل تحقيق أي شيء. أعتقد أنني الوحيد من جيل المدربين الذين أتوا من شرق ألمانيا وواصلوا مهنة التدريب حيث قام العديد من المدربين بالاتجاه إلى مشاريع أخرى. أنا سعيد بأنني ما زلت متواجدا بكرة القدم، و دربت في الكثير من الأماكن، حتى عندما دربت في العراق، كان هناك الكثير من الدعم من رئيس الفيفا جوزيف بلاتر ،وأتذكر أنه كان يطلب مني التركيز على كرة القدم وعدم التدخل بأي شيء آخر وأنا سعيد بما حققته حتى الآن. • هل ستعود إلى ألمانيا يوما ما في المستقبل؟ وهل برأيك هذا الأمر واقعي؟ بصراحة هذا الأمر ليس واقعيا، حيث أنني تخطيت الستين من العمر والأندية تبحث عن مدربين شباب. والسبب الثاني هو أن البعض يعتبر أنك إذا كنت بعيدا عن كرة القدم الألمانية فإنك لا تعلم بالكثير من جوانبها رغم أنه أمر جيد بأن تأتي بأفكار جديدة. • هل واجهت صعوبات كثيرة بالنظر لاختلاف أساليب التدريب في الدول التي قمت بالتدريب فيها؟ كرة القدم الألمانية هي الأساس بالنسبة لي، ولكن إذا ذهبت إلى أية دولة يجب أن تتبع الأسلوب الموجود في هذه الدولة، على سبيل المثال، في روسيا هناك العديد من اللاعبين السريعين الذين ينجحون بتقديم كرة جيدة، أما في أستراليا فيجب أن تتبع الكرة الإنجليزية التي تعتمد على الالتحام القوي. في المقابل، التدريب في غرب آسيا يعتمد على المهارات؛ نظرا لغياب العامل البدني. لقد دربت العديد من الدول من ألمانياالشرقية إلى الغربية وأستراليا والعراق ورغم اختلاف الأنظمة كان هناك هدف واحد بالنسبة لي وهو وضع الكرة في الشبكة. •ما رأيك بتطور كرة القدم الألمانية في السنوات الأخيرة؟ منتخب ألمانيا يستعيد قوته حاليا بعد فترة من التراجع، وهو الأمر الذي يحدث عادة مع أغلب المنتخبات، هذا التطور يعود بالدرجة الأولى للاهتمام بالفئات العمرية، وضخ الكثير من المال من أجل تنمية اللاعبين الصغار، شخصيا لا أرى أي دولة أخرى تقوم بالاعتناء بالفئات العمرية مثل ألمانيا حيث هناك الكثير من المواهب التي تبلغ من العمر 21 و18 سنة. لا يوجد لدي أي شك بأن ألمانيا ستصبح إحدى أبرز الدول عالميا في وقت قريب بفضل قيادة ماتياس زامر الذي غير الكثير من الأمور في الفئات العمرية، إنه أمر مثير أن نرى بعض الشباب مثل خضيرة وأوزيل يلعبون مع ريال مدريد بالإضافة إلى تواجد ماريو جوتزه في دورتموند الذي لديه عدد أيضا من اللاعبين الشباب الذين يمكنهم قيادة ألمانيا إلى القمة في المستقبل. • تابعنا مؤخرا تطور كرة القدم الإسبانية، ما رأيك بهذا الأمر؟ لقد اخترت فيسينتي دل بوسكي كأفضل مدرب العام الماضي، حيث صنع مع المنتخب الأسباني نوعا من كرة القدم الممتعة، التي أصبح يتابعها كل العالم. العالم كله يريد أن يلعب مثل إسبانيا وبرشلونة حيث أصبحت اللعبة متطورة بلعب 600 أو 700 تمريرة بلمسة واحدة. لقد جلبت هذه الطريقة البسمة إلى العالم أجمع. • كيف ترى تطور كرة القدم العراقية؟ أصبح المنتخب العراقي حاليا مختلفا عما كان عليه عندما دربته، حيث أصبح فريقا قويا ويلعب لاعبوه معا منذ 10 سنوات، لقد اخترت هؤلاء اللاعبين في 2002، ولعبوا معا منذ ذلك الوقت. لقد عانوا كثيرا ولكنهم الآن نجوم دوليون، حيث وقعوا عقودا كثيرة في قطر والإمارات وحتى أوروبا، والتقيت باللاعبين في كأس آسيا وكان الأمر مثيرا من الناحية العاطفية، وعندما زرتهم في الفندق تجمع الفريق كله حولي. حاولت أخذ هذا الفريق إلى كوريا الجنوبيةوألمانياوإنجلترا والصين وأستراليا، وحاولنا بناء المنتخب كناد. وكان هذا الفريق معا لمدة عامين. لقد كان الأساس لنجاح المنتخب العراقي في المستقبل. • كيف رأيت مستوى كأس آسيا التي أقيمت بقطر بداية هذا العام ؟ كرة القدم بآسيا تتطور بفضل الأداء المميز الذي تقدمه المنتخبات، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وحتى أستراليا. هناك فارق كبير مع كرة القدم الأوروبية، ولكن حتى هذه المنتخبات لديها عدد من اللاعبين الذين يحترفون مع أندية في إنجلتراوألمانيا وإيطاليا، ولكن هفوة كبيرة بين منتخبات مثل كوريا الجنوبية والهند، بينما تعاني المنتخبات الخليجية من القدرة البدنية العالية. كان هناك الكثير من المفاجآت بكأس آسيا مثل الأداء المخيب للسعودية، والأداء المفاجئ لمنتخب الأردن. • ما السبب برأيك في خروج المنتخب السعودي من الدور الأول في كأس آسيا؟ هناك الكثير من المواهب في السعودية،والمنتخب السعودي منتخب كبير آسيويا. ولكن من المحير معرفة سبب عدم تقديمهم لأداء جيد في كأس آسيا. لديهم لاعبون أفضل من الإمارات والكويت وأقوى بدنيا؛ ولكن لا يمكنك اللعب بالنجوم بدون أن يكون لديك فريق متجانس. هذه نتيجة منطقية من كأس العالم حتى أفضل اللاعبين في العالم مثل ميسي ورونالدو لم يقدموا شيئا بدون فريقهم. السعودية لديها نجوم مثل ياسر القحطاني ولكن المنتخب السعودي لا يمكن أن يقدم شيئاء بدون أن يكون فريقا متجانسا. • اختيرت قطر لاستضافة كأس العالم 2022. ما رأيك بهذا القرار؟ عندما قرر ألفيفا أخذ كأس العالم إلى أفريقيا للمرة الأولى في التاريخ، كان الجميع يشتكي حول هذا القرار. شخصيا حضرت كأس العالم في جنوب أفريقيا وكنت خائفا بسبب النقاشات حول الأمن وما إلى ذلك من المشاكل؛ ماذا كانت النتيجة؟ كأس عالم أكثر من رائعة مليئة بالأحاسيس والمشاعر في جنوب أفريقيا. والآن إنها نفس المشكلة حيث أن الخطأ الأساسي هو من الأشخاص الذين لم يسبق لهم زيارة قطر. قبل اتخاذ أي ردود أفعال سلبية، يجب أن يزوروا قطر ويشاهدوا ما يحدث هناك. أنا متأكد أن قطر قادرة على تقديم إحدى أفضل بطولات كأس العالم فهناك تجهيزات على أعلى مستوى من أماكن التدريب والملاعب والمعدات الطبية، وكل ما تريده كرة القدم موجود بالإضافة إلى تغطية وبث المباريات ذات المعايير العالمية. الأمر الوحيد المقلق قد يكون حضور الجمهور للمباريات ولكن برأيي الشخصي سيكون من السهل إيجاد استراتيجيات لملء الملاعب حيث أن المسؤولين هنا لديهم 11 سنة للتفكير بهذا الأمر والتحضير لتنظيم كأس عالم رائعة.