في مقاعد الدراسة.. اشتهر «حمود» بالمشاغبة وشقاوة الصبا، يتسلل من بين الفصول كلما سنح له الوقت، ولم يعرف عنه طوال سنواته الأولى حسن سيرة أو مواظبة، وعندما بلغ سن الشباب وريعانه رحلت والدته فاقترن والده بامرأة أخرى فتاهت عنه عين الأب الرقيب فاختار حمود الضياع في أولى خطواته عندما هرب من صفوف الدراسة واستهوته رفقة الأشرار الصغار، فانضم إلى شبكة من اللصوص ممتهنا القفز على منازل الناس بحثا عن ملذاته وشهواته المجنونة. تواصلت مسيرة الفتى الشقي في عالم الإجرام، وفي ذلك المساء وجد ضالته في منزل قرر تسلق جدرانه وتسلل مع رفاقه إلى عمق الدار الخالية من سكانها وعثر على خزانة داخل غرفة وهرب بمبلغ مائة ألف ريال اقتسمها مع شركائه وأعوانه الأشقياء. لم تشبع السرقات نهم حمود فقرر التوغل إلى التحرش بالنساء ثم عاد ثانية إلى هوايته المحببة .. السرقة. وسط الظلام الحالك تسلل حمود إلى منزل للقاء خادمة وتمكن منها بعد أن أغراها بالمال، وتناوب الأشقياء على ضحيتهم، وبعد يومين قادته الخطى إلى ذات الضحية بعد منتصف الليل، لكن الرياح تصدت لسفينته هذه المرة، وفي اللحظة التي هم فيها إلى لقاء صديقته سقط في الفخ. اكتشف رب الأسرة اختفاء متعلقات هامة عن المنزل فاتهم الخادمة التي أنكرت عن نفسها التهمة واعترفت بدخول غرباء إلى المنزل سرقوا ما خف وزنه وغلا ثمنه ثم تناوبوا الاعتداء عليها، وكانت خطة صاحب المنزل استدراج حمود ورفاقه في لقاء الخادمة .. وفي لحظة الحسم كانت قوات الأمن تقتادهم إلى المركز .. وانتهت رحلة حمود إلى السجن والجلد. بعد قضاء المحكومية عاد الشاب مجددا إلى المجتمع الذي بات ينظره إليه بحدة وتوجس، يقول حمود «نظرات الناس كانت تقتلني في اليوم ألف مرة، غير أني صبرت واحتسبت أمري إلى الله فعدت من جديد إلى حياة الأسوياء، ضاربا بعرض الحائط دعوات الأشرار وأصدقاء السوء بالعودة إلى دنيا الضياع والخسران .. انتظر شفاء والدي الحبيب كي أكمل نصف ديني».