قدرت مصادر ذات علاقة بصناعة الأسمنت حجم الطلب في عام 2012 بنحو 55 مليون طن، فيما يتوقع أن يصل حجم الطلب في نهاية العام الحالي إلى 50 مليون طن بزيادة تقدر بنحو 7 ملايين طن عن إجمالي الاستهلاك في عام 2010 والذي بلغ 43 مليون طن. وقالت المصادر إن شركات الأسمنت البالغ عددها 14 شركة موزعة على مختلف مناطق المملكة، ستجد نفسها في مأزق جديد لمواجهة الطلب المتزايد؛ نظرا لعدم القدرة على توفير الوقود اللازمة لتأمين كامل الطلب المحلي، داعية أرامكو السعودية للتعاطي بإيجابية مع التحولات الكبيرة التي تشهدها السوق المحلية في الوقت الراهن، مؤكدة أن الخطط التوسعية التي وضعتها شركات الأسمنت في السنوات الماضية وكذلك الخطط المستقبلية للتوسع لمواجهة ارتفاع الطلب ستصطدم بعقبة الوقود الذي تأمنه أرامكو السعودية، مضيفة أن أزمة الوقود الحالية تواجه حوالى 2 إلى 3 شركات أسمنت. وأشارت المصادر إلى أن الطلب على الأسمنت في السوق المحلية سجل خلال الأشهر القليلة الماضية زيادة بمقدار 15 في المائة، مقارنة مع حجم الطلب في عام 2010، مضيفة أن المشاريع التنموية الضخمة التي تمولها الدولة بمختلف المناطق وكذلك مشاريع الإسكان الضخمة وأيضا زيادة رأسمال صندوق التنمية العقارية، فضلا عن المشاريع العمرانية للشركات الخاصة شكلت عوامل أساسية في تحول الطلب على الأسمنت، متوقعة استمرار الطلب خلال العام المقبل، خصوصا أن الوحدات السكنية التي تم الإعلان عنها سترفع من حجم الحركة العمرانية. وحول مستقبل الأسعار أوضحت أن شركات الأسمنت لا تسعى لزيادة الأسعار حاليا، في ظل المنافسة القوية القائمة بين المصانع الوطنية. يشار إلى أن حجم الاسثتمار في صناعة الأسمنت لا يقل عن 1.5 مليار ريال. وأكدت أرامكو السعودية أن عمليات إمدادات الوقود مستمرة لجميع شركات الأسمنت بحسب الكميات المتفق عليها مسبقا، مشيرة إلى أن الطاقة الإنتاجية السنوية لجميع شركات الأسمنت ال 14 العاملة بالمملكة تبلغ ما يقارب الخمسين مليون طن في السنة، إلا أن معدل الإنتاج الفعلي للفترة من شهر أبريل 2010م حتى شهر مارس من العام الحالي 2011م بلغ فقط اثنين وأربعين مليونا وثلاثمائة ألف طن سنويا، ما يمثل نقصا في الطاقة الإنتاجية بمعدل يبلغ 16 في المائة مع أنه من المفترض أن تستغل الشركات جميع إمدادات الوقود المتوافرة لها لإنتاج خمسين مليون طن سنويا من الأسمنت. وقالت الشركة إن كميات الوقود المخصصة حاليا لشركات الأسمنت تكفي لزيادة الطاقة الإنتاجية بما يزيد عن مستوى الإنتاج الحالي 16 في المائة، إلا أن بعض الشركات لا تسحب كمياتها المتعاقد عليها من الوقود رغم وجود طاقة إنتاجية فائضة لديها. وفيما يتعلق بموضوع الزيارات الميدانية لعدد من موظفي إدارة المبيعات المحلية في أرامكو السعودية لشركات الأسمنت مؤخرا، فإنها تأتي في سياق التواصل المستمر الذي تعمل عليه الشركة مع جميع عملائها . وشددت أرامكو حرصها على تلبية احتياجات جميع القطاعات التنموية من الوقود ومنها قطاع الأسمنت بحسب ما تقتضيه العقود الموقعة معها.