دعا باحث في مجال المياه إلى إنشاء بنك للمياه في المملكة لضمان توفير كميات كبيرة تلبي احتياجاتنا عند الحاجة. وقال سلمان بن ملوح إن المكان المرشح لهذا البنك هو منطقة السهول الجنوبية الغربية (سهول تهامة) التي يزيد عدد الأودية فيها على 90 واديا، وتهطل عليها كميات كبيرة من الأمطار تقدر بما يقارب 600 ملم في العام، موزعة على معظم شهور السنة. وأشار إلى أن وزارة التخطيط قدرت كمية مياه الأمطار والسيول في المنطقة الجنوبية الغربية التي يمكن الاستفادة منها بحوالى 5 مليارات متر مكعب سنويا، معتبرا أن استغلال هذا البنك لإنتاج بعض المحاصيل الزراعية وتغذية الخزانات الجوفية غير المتجددة بمياه الأمطار فكرة مهمة لا بد من دراستها واعطائها الاهتمام اللازم وعمل كل ما يجب لجعلها واقعا لمصلحة الوطن. وأضاف أنه يجب أن يكون هناك خزان جوفي محمي لكل منطقة لاستخدامه وقت الأزمات، موضحا أنه لا يمكن أن يكون خزانا صناعيا؛ لأنه مهما كبر حجم هذه الخزانات فلا يمكن مقارنة سعتها بسعة الخزانات الجوفية، كما لا يمكن مقارنة تكلفتها بتكلفة الخزانات الجوفية التي تكاد تكون منعدمة، ناهيك عن درجة الأمان التي تتمتع بها الخزانات الجوفية حيث لا يستطيع أحد أن يقوم بتدميرها ولا تلويثها، كما يمكن تعبئتها وتغذيتها وتنميتها بحيث تكون دائما جاهزة عند الطلب. وكان الدكتور محمد بخاري الباحث المختص بشؤون المياه، تقدم بدراسة حول بنك للمياه يقام على سهول تهامة من خلال إنشاء عدد من السدود الجوفية تؤدي إلى خزن المياه بكميات كبيرة في أحواض الأودية، مشيرا إلى أن هذه الكميات المخزنة تكفي المملكة لمدة 21 سنة. واقترح في الدراسة أن يكون طول السد بطول الوادي، وهو عبارة عن جدار يقطع الوادي عرضيا ويكون بعمق بين 20 و 100متر وعرضه في حدود 1.5 م. مشيرا إلى أن مثل هذه السدود تتميز بسهولة البناء وعدم حاجتها إلى الصيانة الدائمة لأنها مصانة طبيعيا داخل التربة، إضافة إلى أنها تعطي فرصة لإعادة الغطاء النباتي للتربة ولا يوجد خلفها بحيرات تكون مكشوفة تسبب الأمراض ولا تتبخر منها المياه، كما أنها تحمي المياه العذبة من الاختلاط مع مياه البحر.