ما الذي يجمع بين علي عبدالله صالح ومعمر القذافي؟ وما الوضع النفسي والوجداني لكل منهما إبان هذه الأزمة؟ أسئلة مهمة في أوقات حرجة، في تواريخ شعوب تحاول أن تستنشق نسيم الحرية من جديد، بعد أن فسد الهواء، وضاقت على الناس الأرض بما رحبت، وانسدت أمامهم الآفاق، ولم يعد يطيقون ما حل لهم، وعندئذ انقلبوا على أعقاب من حاصرهم وحجر عليهم سنين طويلة، وحرمهم من نسمات الحرية، وضيق عليهم السبل. لا شك أن فهم مزاج الشعوب حين ثورتها أمرا يسيرا فهي تعبر عن نفسها بكل يسر وسهولة. ولكن هل لنا كذلك أن نتساءل عن نفسية الساجن نفسه، وهل يمكن أن يكون الساجن كذلك مسجونا؟ كلها أسئلة مشروعة، غير أننا في العلوم السياسية لا نهتم بالسياسي إلا حين يصبح صاحب قرار، أما حين يصبح على قاب قوسين أو أدنى من الفرار، فإننا لا نعطيه ما يستحق من الدراسة والاهتمام، فهو في رأينا في مصيره إلى الزوال، وهو أقرب إلى سلة مهملات التاريخ، من أي شيء آخر. حينها يصبح الفرار أو القتال، أمرا لا خيار فيه، غير أن الأمر ليس بهذه الصورة المبسطة، بل هناك الكثير من التداخلات والظلال القائمة بين الواقع وبين تلك السلة المحتومة. فالإنسان حين يسقط في الهاوية فإنه سيجذب معه الآلاف من البشر، ممن لا ذنب لهم ولا حول، غير أنهم كانوا موجودين هناك. وهناك الأتباع فهم يتعلقون بشمعة رئيسهم، وكأنما هم فراش ينجذب إلى النور حتى ينكوي في وسطه. وحين نفكر قليلا في مصطلح (الفخ)، فهو مصطلح يكون الضحية فيه هو الآخر، فالجرذان ودابة الأرض لا تبني الفخ، بل يبنيه الآخرون لها. وفي الحالة السياسية فالعكس تماما هو الحال. فهؤلاء الشخصيات السياسية قد عبقت في السلطة ردحا طويلا واستمرأت المغانم منها، وحين تحين ساعة الوداع، وتضرب على يد الآخرين وأعناقهم. وتسيل دماء كثيرة بسبب هذا التعنت والعناد. انظر إلى تلفازك يحمل صورا لقتلى ومعذبين ليس لهم ذنب إلا أنهم طالبوا بأن يشموا نسمات حرة، وكانت أيدي القتلة لهم بالمرصاد. لقد تعودنا أن نقف مع المظلوم، ولكن فهم دوافع الظالم كذلك وسلوكه، أمر في غاية الأهمية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 147 مسافة ثم الرسالة