يموت الإنسان ويدفن ويتحلل بدنه ويتلاشى، لكن ماذا عن تأثير هذا الإنسان على أسرته أو محيطه أو مجتمعه. أنا هنا لا أتكلم عن الأثر الديني أو علاقته بربه وآخرته، فهذه أمرها عند الله، لكنني أتكلم عن الحياة الدنيا وأثر الإنسان فيها. أناس كثر مروا على الحياة وتركوا آثارا طبعت أسماءهم على ذاكرة البشرية. منهم المسلمون وغير المسلمين وكان أبرز من ترك أثرا في رأيي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك كثير غير المسلمين لكن الأمر المشترك بينهم أجمعين هو أنهم فعلوا شيئا يدوم لمجتمعهم أو للبشرية. عظماء امتدت آثار بعضهم التي تركوها للبشرية لآلاف السنين وتظل إلى أن تفنى البشرية. بعضها آثار فكرية وروحية وبعضها مادية، لكنها بعد موت أصحابها تملك خاصية الانتشار والبقاء والتواصل. ترى ماذا سأترك بعد أن أموت؟ وهل سيبقى لي أثر من الأساس أم سينتهي ذكري بدفني كمثل ملايين ماتوا ولم تذكر الأرض أنهم قد عاشوا على سطحها. أعمال كثيرة يمكن تظل بعد الوفاة تحكي عن فاعلها وتذكر به، الكتابة والتأليف، العمل الفني، العمل الاجتماعي الملموس، بناء المراكز أو المساجد، الصدقة الجارية، التكفل بطباعة عمل آخرين، والدراسات التي تدوم والنظريات وغيرها كثير. أعمال أناس تركوها ومجدتهم بعد موتهم رغم أن بلدانهم ليست مشهورة، فضلا عن أنهم لم يكونوا مشهورين في بلدانهم ولكنهم تركوا أثرا فرض نفسه على البشرية وكانوا نجوما في سمائها. ترى هل سنترك أثرا؟ محمد الشريف