في حياتنا تعودنا أن ما ندفع له يصبح ملكا لنا وما أن يتزوج الرجل حتى يضم المرأة كجزء من ممتلكاته التي له الحق في أن يتصرف فيها كيفما يشاء. وتدريجيا مع الوقت تلبس المرأة عباءة الطاعة العمياء والسجن الانفرادي والابتعاد المتزامن بوصول الأبناء عن الأهل والأقارب وكأنما أوجدت هذه المرأة لتحسين حياة الرجل وعلاقاته. وتبقى علاقاتها وحياتها الاجتماعية أمرا ثانويا يقرره المالك فيسمح به أولا، وتأتي النصائح من المغفلين من الأقارب بتربية المرأة كيفما تريد وطبعها على طبعك وأعطيها العين الحارة وغيرها من النصائح التي في النهاية تفرض سلطة الرجل وتظلم المرأة وأبناءها. وينسى الرجل بأن هذه المرأة بصفاتها الحالية والتي أنشأها ورباها المجتمع الذي يمنعها عنه هي نفسها الإنسانة التي كانت في أحلامه وسعى خلفها وقبل بمواصفاتها وبتربيتها وارتباط نسبها بنسبه. وقد أغدق أهلها عليها من العطف والحنان والتربية ما جعلها تظهر بهذه الصورة منذ طفولتها وحتى أصبحت امرأة جاهزة للزواج ومن ثم يقوم الرجل بتشويه صورتها الجميلة ويعبث بتغيير أخلاقها حتى تصبح مسخا لا يعرفها حتى أهلها. ولا نعلم من هو المتسبب في هذا الأمر أهي سلطة الرجل أم جهل المرأة في مجتمعنا والاقتداء بوالدتها التي تعرضت لنفس السلطة والرجل يقوده والده الذي يفرضها. كيف يعطي الرجل الحق لنفسه في إرضاء والديه وزيارتهما يوميا بينما المرأة تفرض عليها الزيارة الأسبوعية أو الشهرية. كثير من المصلحين الذين انحازوا لسلطة الرجل لم يعطوا التوضيح الكافي لحقوق المرأة وأنها قد تؤدي بالرجل ليكون هو قاطع رحم، بل إن ليس للرجل طاعة في معصية. النتائج الكارثية التي نعيشها اليوم هي أجيال لا تبر بوالديها فنست وتناست ما قدم لها. عبد الله العلواني