أكد ل«عكاظ» مدير إدارة السجون في العاصمة المقدسة اللواء عطية عثمان الزهراني أن الإدارة تسعى إلى تخريج الإنسان من خلف القضبان وليس الإبقاء على السلوك العدواني والإجرامي بعد انتهاء مدة العقوبة، وقال «هدفنا في الإصلاحيات تحريك الجوانب الإنسانية لدى السجناء وبحثها ودراستها وإصلاح مكامن الخلل فيها عبر توأمة القطاع المدني المتمثل في المؤسسات التعليمية وإدارة السجون في القطاع العسكري. وزاد الزهراني في حديثه عند تدشين برنامج الاستشارات في إصلاحية مكةالمكرمة بالتعاون مع جامعة أم القرى أن «التعاون المدني والعسكري يتجه إلى تصعيد مدروس ومخطط من شأنه تحقيق أهداف العقوبة والإيقاف في الوقت الذي يتم فيه تأهيل الموقوفين إلى مستقبل ما بعد السجن، لهذا فإننا اليوم نحتفل بثمرة نحو 15 عاما من التعاون مع الجامعة في مجال رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم». وأضاف أن إدارة السجن تسعى إلى تحقيق مبدأ تنمية الإنسان وبناء المكان بتفعيل هذه الشريحة من المجتمع التي لا يمكن بأي حال تناسيها؛ كونها واقعا يجب مواجهته والاستفادة منه وخلق نماذج إيجابية من داخله. وذكر اللواء عطية الزهراني أن البرنامج يأتي إضافة جديدة وامتدادا لما قدمته وتقدمه جامعة أم القرى من برامج إرشادية وإصلاحية تأهيلية تستهدف النزلاء كافة، إضافة إلى تحسين وتصحيح البيئة الإصلاحية وخروج أفكار غير تقليدية تسهم في رفع مستوى الاستفادة من تلك البرامج. في حين أكد وكيل معهد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جامعة أم القرى الدكتور عبدالله الأسمري أن ما يحتفى به عمل اجتماعي تزداد أهميته من خلال استهدافه فئة من المجتمع يعيشون في محنة السجن وأهم أشد الناس حاجة إلى المساعدة وتلمس الحاجة والسعي في قضائها ورفع الهم والكرب عنهم ومساعدتهم في تلمس الحلول والإرشاد والتوجيه، وقال إن الجامعة إيمانا برسالتها الاجتماعية ومسؤوليتها تجاه جميع فئات المجتمع وتنفيذ توجيهات مدير الجامعة الدكتور بكري عساس بضرورة توسيع هذه الخدمة وإيصالها لكل محتاج ولكل فئات المجتمع ليس في منطقة مكةالمكرمة، بل في عموم أنحاء وطننا الكبير، حيث إن خدمات هذه الجامعة غطت جميع مناطق المملكة ببرامجها ومشاريعها الخدمية الرائدة. وأضاف الدكتور الأسمري هذا البرنامج الاجتماعي الذي يستهدف فئة المساجين يعد علامة دالة على تنوع هذه الجهود وشموليتها، ليس الوحيد في هذا المجال والفئة بل هو ضمن سلسلة برامج تهدف إدارة جامعة أم القرى بجميع كلياتها ومناشطها. وبين وكيل معهد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن برنامج الاستشاري في الإصلاحية الذي تنفذه كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر في جامعة أم القرى، يشتمل على العديد من البرامج الإرشادية وهي الجانب الإرشادي الديني الموجه إلى جميع المساجين، وكذلك يقدم المشورة والمساعدة للجهات الدينية داخل السجن لتحقيق رسالتهم وكذلك الإرشاد التربوي وإرشاد التوجيه النفسي والإرشاد الاجتماعي . ونقل الدكتور الأسمري أمانة من مساجين الإصلاحية إلى جامعة أم القرى نصها «لا تنسوننا من فضل عطائكم، فالسبل تقطعت بنا وأيديكم الكريمة تضيء لنا طريق المستقبل». كما أوضح عميد كلية خدمة المجتمع و التعليم المستمر الدكتور ياسر شوشو أن خدمة المجتمع رسالة تنفرد بها الجامعات في المملكة، إضافة إلى رسالتين أخريين وقال «لعلنا حين أتينا نقدم هذه الخدمة لا نقول لجزء من المجتمع وهم نزلاء الإصلاحيات ولكن هم مجتمع بأسره، وأقول هم مجتمع بأسره، لأنهم عرفوا الحق والصواب ولكنهم عرفوه بعد ما ذاقوا طعم الخطأ ودفعوا ثمنه». من جهته، أبان وكيل جامعة أم القرى الدكتور عادل غباشي «أن برنامج الاستشاري في الإصلاحية هو ثمرة من ثمار التعاون الكبير بين جامعة أم القرى وإدارة السجون في مكةالمكرمةأ وبين أن التعاون بين الجامعة وإدارة سجون أم القرى من قبل 15 عاما».