تبنى المنتدى التجاري الثاني الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، ودشنه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة أمس، مبادرة للتشهير بالتجار المخالفين الذين يتلاعبون بالأسعار ويتسببون في شح حديد التسليح والأسمنت والشعير وبعض السلع الاستهلاكية، وسط تطلعات أن يساهم الحدث الكبير الذي تستمر وقائعه على مدار ثلاثة أيام في حل الكثير من القضايا التجارية العالقة والمساهمة في تبسيط الإجراءات والتصدي لظاهرة الغش التجاري. وأعطى محافظ جدة شارة انطلاق المنتدى الذي تنظمه غرفة جدة ممثلة في اللجنة التجارية الإستراتيجية في فندث الهيلتون، تحت شعار (التجارة .. شراكة واستثمار .. تنمية ونجاح)، وبحضور وزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل علي رضا وعدد من المهتمين بالشأن التجاري والمستثمرين. وعبر الأمير مشعل عن أمله في أن ينجح المنتدى في الخروج بتوصيات واقعية تساهم في القضاء على كل المعوقات التي تواجه أصحاب الأعمال، وتساهم في التصدي لظاهرة الغش التجاري ومواجهة ارتفاع الأسعار. وثمن الجهود التي بذلتها اللجنة المنظمة والغرفة التجارية من أجل جمع القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي تحت سقف واحد. من جانبه، قال الوزير زينل «أتمنى أن يحقق المنتدى أهدافه بما يلبي التطلعات والآمال في بحث الموضوعات ومناقشة أبرز الأطروحات ذات العلاقة بالحراك الاقتصادي ويهم مصالح التجار بمختلف شرائحهم». وأضاف «نتطلع إلى أن يكون لحضور هذه النخبة من الخبراء والمختصين الأثر الأكبر في تبادل الخبرات والأراء والأفكار الخلاقة لدعم الجهود التي تبذلها الجهات الحكومية والخاصة في المملكة لدعم سبل التعاون، في ما بينها لكبح جماح عدد من الظواهر والممارسات التجارية غير المشروعة التي غزت بلادنا ومجتمعنا من كافة أقطار الأرض، وكلنا يعلن أن هذه الظواهر العالمية التي تمس المستهلك مباشرة في صحته وسلامته وتكاليف معيشته وتزعزع ثقته في كيانات تجارية لها اسمها وسمعتها الكبيرة، تطال الاقتصاد بشكل عام وتثقل كاهل الأجهزة الحكومية بما تسببه من أضرار يتوجب عليها معالجتها. وأشار إلى إنشاء مركز للتفاعل مع المستهلك يعمل على مدار الساعة يتلقى بلاغات المواطنين والمقيمين على أي مخالفات يكون بحثها من ضمن اختصاصات الوزارة وذلك على هاتف مجاني خصص لهذا الغرض، وقال: ساهمت العديد من البلاغات المقدمة من المواطنين في تسهيل وصول الوزارة للمخالفين وضبطهم، وتفاعلت الوزارة مع عدد من القضايا التي تهم المستهلك ومن ذلك التفاعل مع مشكلة شح المعروض من حديد التسليح والطوب الأحمر والشعير والأسمنت التي شهدتها السوق المحلية على فترات متفاوتة خلال العالم الماضي والحالي وعملت الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجهات المختصة الأخرى على ضبط عدد من المخالفات واتخاذ الإجراءات النظامية ضد المخالفين ومعاقبتهم والتشهير بهم. من جانبه، وصف صالح بن عبد الله كامل رئيس غرفة جدة البطالة ب(القنبلة الموقوتة) مؤكدا في كلمته على ضرورة أن يضطلع التجار وأصحاب الأعمال بتوفير فرص عمل للشباب والفتيات. وقال إن المنتدى الذي يشارك فيه أكثر من 600 شخصية، يهدف إلى التعريف بدور الغرف التجارية في دعم استمرار النمو التجاري والاستقرار الاقتصادي من خلال ربط القطاع الخاص بالقطاع العام والتعريف بالحقوق والواجبات المطلوبة في التعاملات التجارية ذات العلاقة بالقضايا والقوانين التشريعية والإجراءات الحكومية والنظامية في قطاع الأعمال وتعزيز الشفافية والوضوح وتبسيط الإجراءات الإدارية المتعلقة بقطاع الأعمال لتحفيز الاستثمار السعودي والأجنبي. وأشار إلى أن المنتدى يسعى إلى توفير البيئة التجارية الآمنة التي تساعد على رفع جودة الخدمات والمنتجات وتقييم المخاطر وضمان استمرارية الأعمال في المنظمات التجارية ودعم نشر مفاهيم وتطبيقات التجارة الإلكترونية وتشجيع الاستثمار في تقنياتها وتشجيع رواد الأعمال لتطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة. في المقابل، أكدت رئيسة المنتدى نشوى طاهر في كلمتها أن النسخة الثانية التي انطلقت أمس ستتصدى للغش التجاري، وقالت إن منتدى جدة التجاري وكأحد الأساليب الفعالة لتوعية وتثقيف المستهلك والتقليل والتصدي لظاهرة الغش التجاري من أجل تحقيق بيئة تجارية آمنة، ينظم معرضا مصاحبا لمنتجات الغش التجاري يتميز بمنصات عرض صممت خصيصا لتعرض نماذج من منتجات أصلية مقابل منتجات مقلدة ومغشوشة مع توزيع المنصات حول القاعة لتوعية المستهلكين من الحضور. وقالت إن كثيرا من السلع والمنتجات الاستهلاكية تفتقد إلى الجودة نتيجة التقليد المتقن والغش بمختلف الطرق والوسائل، بهدف ترويجها وجعلها في متناول المستهلك بأسعار زهيدة رغبة في الكسب المادي السريع، الأمر الذي يؤدي إلى تضرر المستهلك نتيجة استخدام هذه المنتجات وخصوصا الصحية منها. وشهد الحفل تقديم فيلم وثائقي عن منتدى جدة التجاري منذ انطلاقته يبين الأهداف والرسالة التي يقدمها في خدمة المجتمع التجاري، كما جرى عرض فيلم وثائقي بعنوان (رحلة الحاوية) يحكي بعض التجارب التجارية التي خاضها أصحاب الأعمال ويسرد المعوقات التي تواجههم وطريقة التغلب عليها.