شهدت ثانوية بحر أبو سكينة الأولى للبنات، حالة من الذعر والتدافع على بوابة المدرسة ومخارج الطوارئ، إثر سقوط عدد من الطالبات وإصابتهن بحالة إغماء وفقدان للوعي، ما تسبب في بث الخوف والهلع في قلوب باقي الطالبات، ومحاولة هروبهن من مبنى المدرسة، بينما لجأ عدد منهن إلى مبنى مدرسة ابتدائية مجاورة. وعلمت «عكاظ» أن عددا من معلمات التربية الإسلامية في مدرسة بحر أبو سكينة الثانوية، عمدن في حصة النشاط إلى إحضار جهاز عرض (بروجكتر) وعرضن مقاطع وعظية، مصحوبة بآيات قرآنية وأناشيد إسلامية ومؤثرات صوتية أثارت الرعب والهلع في قلوب الطالبات، فيما سقط ما لا يقل عن خمس طالبات واحدة تلو الأخرى، بعد أن أصبن بحالة إغماء بسبب تأثرهن بما شاهدن وسمعن في العرض، الأمر الذي تسبب بشكل مباشر في فزع بقية الطالبات وانتشار حالة من الفوضى بينهن، بينما تواجدت أمام بوابة المدرسة فرق من الدفاع المدني والهلال الأحمر ودوريات الشرطة. وأكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد النقير، أن المركز الصحي في بحر أبوسكينة استقبل يوم الثلاثاء الماضي خمس طالبات من المدرسة الثانوية، إثر تعرضهن لحالات إغماء وتدافع، مفيدا أنه جرى توجيه مجموعة من الأطباء وكادر التمريض فورا إلى قسم الطوارئ في المركز، وأجريت لهن الإسعافات الأولية اللازمة، وتزويدهن بالأوكسجين، مشيرا إلى أنه لم يتم تحويل أية طالبة إلى مستشفى محايل عسير العام، وأن ثلاث طالبات غادرن المركز بحالة مستقرة بعد تقديم الرعاية الصحية لهن. وأجرت «عكاظ» عدة اتصالات بالإدارة العامة للتربية والتعليم في محايل عسير، غير أنها لم تتلق إجابة حتى ساعة إعداد الخبر للنشر. من جهته، أفاد المعلم إبراهيم علي صميل ولي أمر إحدى الطالبات، أنه تلقى اتصالا من إدارة المدرسة يطلبون منه الحضور لتسلم ابنته، والتي تدرس في الصف الثالث الثانوي، موضحا أنه توجه فورا إلى المدرسة ليرى خمس طالبات يحملن ابنته بين أيديهن بينما كانت فاقدة للوعي، ووضعنها في مقعد المركبة لينتقل بها مباشرة إلى المركز الصحي في بحر أبو سكينة، مؤكدا أنها لم تفق إلا بعد ساعة من حضوره بها إلى المركز، وأنه غادر معها إلى المنزل بعد أن اطمأن الأطباء على صحتها، فيما لم تذهب إلى المدرسة صباح اليوم التالي. وأفادت إحدى الطالبات المصابات ل«عكاظ»، أن معلمات في المدرسة طلبن منهن الخروج في حصة النشاط إلى الصالة العامة، وأنهن قررن عقد محاضرة دينية لهن في هذه الفترة، مضيفة أن العرض بدأ بأناشيد إسلامية وبعض الأحاديث النبوية الشريفة عن أهوال يوم القيامة، وقالت «صاحب ذلك أصوات مخيفة وآيات قرآنية عن المس والسحر، ورأيت زميلاتي يتساقطن، ولم أفق إلا في المركز الصحي». يذكر أن ثانوية بحر أبو سكينة الأولى للبنات شهدت قبل نحو عامين حالات إغماء لنحو 20 طالبة، إثر حريق محدود شب في مجسم جمالي مصنوع من الفلين والاسفنج على مدخل المبنى، وسادت حالة من الفوضى والارتباك أوساط الطالبات وأسرهن بعد الإعلان عن الحريق، وحضر عدد كبير من الآباء وأولياء الأمور إلى المدرسة للاطمئنان على بناتهم، في الوقت الذي وصلت فيه إلى الموقع فرق إطفائية تابعة للدفاع المدني في محايل عسير.