أوشكت علاقة الود بين اللاعب مالك معاذ وناديه على الانهيار بعد أن تأزم الخلاف بين الطرفين ولجأ كل منهما لاستخدام لغة الخروج الإعلامي والبيانات الصحافية واستدعاء الجماهير للتفرجة على خصومة أهلاوية ستكون نهايتها أن الكل خاسر. فبعد أيام من صبر الإدارة الأهلاوية على تساهل اللاعب بالتعليمات وإحجامها عن إيضاح حقيقة خلافاته معها، جاء بيان الإدارة ليظهر التفاصيل الدقيقة لما يدور خلف الكواليس بين اللاعب وناديه. بيان الإدارة كشف عن أسباب استبعاد المدرب لمالك لتدريبات الفريق الأول وتحويله لتدريبات انفرادية حسب تقرير الجهاز الفني حول قياس عطاءاته. وتشير المصادر إلى أن المدرب الصربي أليكس قد رفع تقريرا مفصلا لإدارة الأهلي يفيد فيه عدم حاجته للاعب مالك حتى نهاية الموسم الحالي، موضحا في تقريره عدم جدية اللاعب في التدريبات واستهتار معاذ بها، وهذا ما رفضه المدرب. فيما أخل اللاعب بالاتفاق مع إدارة النادي بخروجه الإعلامي المقروء والمرئي، والذي تم تجاهله جملة وتفصيلا من اللاعب وخروجه في تصريح فضائي منتقدا ما يدور في الأهلي. في حين لم يصدر وكيل أعمال اللاعب بيانا يفند فيه بيان الإدارة أو الوقوف بجانب اللاعب، مما أثار حفيظة اللاعب حول عدم الوقوف معه في قضيته والدفاع عنه. من جانبها، وقفت الجماهير الأهلاوية وللمرة الأولى مع إدارة ناديها ضد اللاعب، وطالبت مالك بالعودة إلى الفريق وإلى مستوياته دون الخروج الإعلامي وإثبات عكس ذلك داخل المستطيل الأخضر، ولم تنس الجماهير تعرض اللاعب لضغوطات كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. بيان الأهلي حرصا من مجلس إدارة النادي على إيضاح الصورة كاملة أمام الجماهير الأهلاوية الوفية فيما يخص لاعب الفريق مالك معاذ واستمرارية غيابه عن تشكيلة الفريق الأساسية طيلة الفترة الماضية، فإن إدارة النادي وبناء على التقارير المرفوعة من إدارة الكرة والجهاز الفني توضح بأن اللاعب مالك منح العديد من الفرص تقديرا لمكانته في ناديه وبين الجماهير على أمل أن يعيد نفسة والدخول في منافسة مع زملائه المهاجمين والامتثال لتعليمات المدرب وعدم جديته خلال التدريبات إلا أنه للأسف الشديد لم يقدر تلك الفرص. تدخل العقلاء طالب بعض أعضاء شرف النادي الأهلي بالتدخل لمعالجة مشكلة اللاعب مالك معاذ مع المدرب، وسرعة تقريب وجهات النظر حتى لا تكبر الفجوة بين الطرفين من خلال معرفة الأسباب الحقيقية التي ساهمت في حدوث التوتر الحالي، مشيرين إلى أنهم لمسوا من أحاديث اللاعب أن هناك تعمدا واستقصادا لإبعاد اللاعب عن الفريق، لا سيما أن الأحداث التي واكبت الأزمة لا تعطي مؤشرا بالتعامل الاحترافي في هذه القضية. مبينين «إذا اللاعب أخطأ فيعاقب وفق لائحة الاحتراف، وبالإمكان الخصم من مرتبه كما تنص عليه لوائح الفيفا، لكن لا يبعد؛ لأن عملية إبعاده هي عقاب للنادي وليس للاعب، ثم ماذا سيحقق النادي من عدم الاستفادة من قدرات مالك، لذلك لا بد من التدخل لحل الموضوع من أشخاص يحبون الأهلي ويبحثون عن مصلحة النادي واللاعب بعيدا عن المزاجية حتى نصل إلى حل». وأضاف الشرفيون «لا يوجد لاعب فوق الأهلي، والمخطئ يتعاقب مهما كان، وإذا كان المدرب مخطئا لا بد التفاهم معه ومحاسبته أيضا، أما مسألة استهتار اللاعب عن تمرين أو تمرينين فلا يمنع غض الطرف عنها طالما اللاعب طول الموسم يؤدي تدريباته بكل جدية». تقريب وجهات النظر لم يستطع بعض لاعبي الفريق الأهلاوي الذين اجتمعوا مع مالك من تقريب وجهات النظر بين اللاعب والمدرب الصربي أليكس خلال اجتماعهم مع مالك في إحدى الاستراحات الخاصة والتي جمعت ستة لاعبين من الفريق الأول، ومن المتوقع أن يجلس سداسي الفريق مع المدرب أليكس لتوضيح حقيقة ما يحصل للاعب خلال الفترة الحالية. لا تجردوني كما تحدث مالك معاذ لمقربين منه بكلام جميل عن جماهير الأهلي جدد خلاله حبه وعشقه وتمسكه بناديه وكشف عن نقاط أخرى مهمة واستشهد بالمواقف الكبيرة التي شهدها اللاعب في الفترات الماضية ورفضه لعروض مغرية من أندية كبيرة من أجل نادي الأهلي. ورفض مالك من يريد تجريده من أهلاويته قائلا: إن هناك من يتهمني بالتخريب في النادي مع أنني ضحيت كثيرا من أجل هذا الكيان، مؤكدا بأنه مع الأهلي بقلبه وروحه، مطالبا الجميع بالوقوف مع جميع زملائه ليعيد للفريق هيبته، وتمنى بأن يقدم الفريق في بطولة كأس الملك مستويات كبيرة مكللة بنتائج إيجابية تخدم الفريق. ولم يكشف مالك خفايا قضيته وإشكاليته مع مدرب الفريق الصربي أليكس، مشيرا إلى أنه سيضع النقاط على الحروف ويكشف جميع الخفايا. عضو الفيفا بعيدا عن الرسمية وبصفته عضوا في لجنة أوضاع اللاعبين بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تحدث ديكو دي ماريا ل «عكاظ» بحديث شفاف قال فيه إن قضية اللاعب مع ناديه ليست مفترق الطرق، خاصة أن المدرب لا يرغب باللاعب في الفترة الحالية، وهذه أمور لا تستطيع الفصل فيها أو الوصول إلى الخطوط العريضة والمتمثلة في عدم جدية اللاعب في التدريبات حيث لا يوجد قانون مفصلي في ذلك، وقال ليست القضية في مقاطعة اللاعب لتدريبات فريقه، بل اللاعب يؤدي تدريباته الانفرادية حسب ما ذكر، وقال «يجب الوقوف على الأسباب التي أدت إلى عدم جدية اللاعب في التدريبات ومساءلته بشكل ودي». وتابع «هناك لاعبون لا يريدون الاستمرار مع النادي لسبب ما أو لظروف عائلية، لكن لا يحق حرمانهم من مزاولة كرة القدم التي تمثل مصدر رزقهم، وإذا تمسك اللاعب برغبته في عدم الاستمرار مع ناديه ففي هذه الحالة يقوم ناديه بإلغاء عقده على أن يعوض اللاعب النادي ماليا ويدفع المتبقي من عقده ليحصل بعد ذلك على حرية الانتقال لأي ناد يرغب في تمثيله». وبين ديكو دي ماريا «أن لكل اتحاد أهلي أنظمته الداخلية خصوصا فيما يخص شؤون وأوضاع اللاعبين الذي تمثله لجنة الاحتراف، وفي حال ارتكاب اللاعب أية مخالفة مثل التأخر عن مواعيد التدريبات أو الامتناع عن أدائها أو عدم متابعة العلاج أو عدم التعامل مع زملائه بصورة جيدة أو مخالفة أنظمة النادي الداخلية المعمول بها تحت مظلة الاتحاد الأهلي يرفع النادي خطابا إلى لجنة الاحتراف بالاتحاد الأهلي لتقوم الأخيرة بالتحقق والتأكد من صحة خطاب النادي وما ورد فيه ومن ثم تأخذ أقوال اللاعب للوقوف على أسباب ما ذكرتها في خطابها ومن ثم يتم تطبيق اللوائح بما يحفظ حقوق الطرفين». وواصل ماريا حديثه: «أنا على علم أيضا بأن هناك لاعبين أجانب سبق أن لعبوا في الدوري السعودي أبدوا عدم الرغبة في الاستمرار مع أنديتهم لظروف عائلية أو نفسية، وقامت أنديتهم بإلغاء عقودهم، وما انطبق على هؤلاء يجب أن ينطبق على اللاعب المحلي أيضا، ففي لجنة أوضاع اللاعبين بالاتحاد الدولي تطبق البنود دون تفريق بين أجنبي ومحلي، وهو ما يجب أن تعمل به الاتحادات الأهلية أيضا ولجان الاحتراف فيها». مصير القحطاني فيما تحدث الدكتور النفسي بدر اليحيى أخصائي العلاج النفسي في مستشفى القوات المسلحة أن قضية اللاعب مالك وحسب متابعتي للأهلي وللاعب بشكل مستمر في الفترة الماضية فإننا بحاجة لوقوف على حالة اللاعب بشكل دقيق وكبير، وإبعاد اللاعب بشكل كبير عن الضغوطات التي ربما ستبقي اللاعب في حالته، وانتقد الطبيب النفسي تأخر إدارة النادي الأهلي في علاج اللاعب نفسيا والوقوف بجانبه وإخراجه من الأزمة التي يعاني منها اللاعب. واستشهد اليحيى بحالة ياسر القحطاني الشهيرة والتي وضحت للعيان عندما يوصل باللاعب بمخاطبة نفسه بعد تسجيله لهدف في إحدى مباريات فريقه في دوري أبطال آسيا، وهذا مما جعل اللاعب يصل لمرحلة للتخاطب مع نفسه، وهذه بحد ذاتها مرحلة متقدمة من المرض النفسي. وطالب اليحيى إدارة الأهلي السماح للاعب بأخذ إجازة لنهاية الموسم، إضافة لذهاب اللاعب لطبيب نفسي مختص.