أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المصلين بتقوى الله عز وجل حق التقوى والتمسك بالإسلام بالعروة الوثقى، وقال «أوجد الله العباد من العدم وأمدهم بالنعم وكشف عنهم الكروب والخطوب، والفطر السليمة تحب من أنعم وأحسن إليها وحاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب والنفس». وأضاف «لا سعادة في الدنيا إلا بمعرفة الله ومحبته وعبادته وأعرف الناس به أشدهم إليه تعظيما وإيمانا، وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم فهي واجبة في كل وقت وأعمال الجوارح لإصلاح القلب وتعظيم الله، وأكمل الناس عبودية المتعبد له بجميع أسمائه وصفاته». ولفت «الله سبحانه وتعالى فوق ما يصفه الواصفون ويمدحه المادحون، لا ند له ولا نظير ولا شبيه له ولا مثيل، عرف الرسل بربهم فأكثروا له التذلل والتعبد والخضوع فكان داوود عليه السلام يصوم يوما ويفطر يوما، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وإبراهيم أواه لربه منيب ومن سلك غير نهج الأنبياء فقد ظل سواء السبيل». وبين الشيخ القاسم «إن لله سبحانه وتعالى من الأسماء أحسنها وأسماها في المجد والتمجيد، وله من الصفات أكملها وأعلاها، وصفاته صفاة الكمال المطلق في كل شيء، وجميع من في السماوات ومن في الأرض ينزهون الله عن كل عيب ونقص،وله عز وجل الخير والأمر وحده، أتقن ما صنع، وأبدع ما خلق، وقدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، والحكم حكمه ولا يشاركه في ذلك أحد، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، حي لا يموت جميع الخلق تحت قهره وقوته يميتهم ويحييهم ويضحكهم ويبكيهم ويغنيهم ويفقرهم ويصورهم في الأرحام كيف يشاء». وأوضح الشيخ عبدالمحسن القاسم أن من جملة شؤونه سبحانه «أن يفرج كربا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويجيب دعوة، علمه وسع كل شيء يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن، لا تتحرك ذرة وما فوقها إلا بإذنه». وبين إمام وخطيب المسجد النبوي عن صفات الله سبحانه وتعالى قائلا «قيوم لا يموت ولا ينبغي له أن ينام يأخذ بالقسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، الأمر يدبره من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه، قوي لا يعجزه شيء إذا أراد شيئا قال له كن، فيكون، وأمره كلمح البصر بل هو أقرب، وله جنود لا يعلمها أحد سواه، قلب قرى قوم لوط وجعل عاليها سافلها، ولما امتنع بنو إسرائيل عن قبول ما في التوراة رفع جبلا فوق رؤوسهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم، وتجلى سبحانه للجبل فجعله دكا ولما رأى موسى ذلك خر صعقا، والأرض يرجها رجا ويدكها دكا وينسف الجبال نسفا، وبنفخة واحدة ينفخ إسرافيل يفزع الخلق وبنفخة أخرى يصعقون وبثالثة يقومون للحشر، وإذا نزل سبحانه لفصل القضاء تشققت السماء لنزوله تعظيما له وخشية».