دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن استراتيجيته بشأن الميزانية وحض الشباب مرة جديدة على التعبئة، متحدثا الاربعاء في مقر فيسبوك في كاليفورنيا الى مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي قبل 18 شهرا من الانتخابات الرئاسية عام 2012. وخاطب اوباما جمهورا طغى عليه الشباب بشكل اساسي في مكاتب الشركة التي باتت من رموز الانترنت في جلسة اسئلة واجوبة نقلها الموقع مباشرة، فعرض مرة جديدة خريطة الطريق التي يطرحها لخفض العجز منتقدا بالمناسبة ذاتها خطة خصومه الجمهوريين. وقال اوباما خلال الاجتماع وقد جلس الى جانبه رئيس مجلس ادارة فيسبوك ومؤسس الموقع مارك زوكربرغ (26 عاما) «ان الميزانية الجمهورية التي عرضت اقرب الى الراديكالية .. ولن انعتها بالشجاعة تحديدا». وتنص ميزانية 2012 التي عرضها الرئيس الجمهوري للجنة الميزانية في مجلس النواب بول راين على اقتطاعات كبرى في البرامج الاجتماعية لمحاولة تسوية مسألة العجز على المدى البعيد. ودافع اوباما الاربعاء عن نهج اكثر «توازنا» وجدد امام زوكربرغ دعوته الى اصلاح ضريبي «يسمح لاشخاص مثلي وبصراحة مثلك مارك، بدفع قدر اكبر بقليل من الضرائب». ورد زوكربرغ «هذا لا يزعجني»، وهو يملك ثروة شخصية قدرها 6,9 مليار دولار بحسب آخر قائمة للاثرياء نشرتها مجلة فوربز، جمعها بفضل شبكته التي يقارب عدد المشتركين فيها 500 مليون شخص موزعين على العالم باسره. واختتم اوباما الاجتماع الاربعاء بدعوة الناخبين الشباب الى التعبئة، بعدما شكلوا عنصرا حاسما حمله الى البيت الابيض في انتخابات 2008 وقد استندت حملته آنذاك بشكل كبير على الشبكات الاجتماعية. وقال اوباما مدافعا عن حصيلة ولايته الرئاسية حتى الآن «لقد حققنا تقدما»، واضاف «بدل ان نستسلم للإحباط، آمل ان يكون الجميع على استعداد لمعاودة الكرة والعمل باندفاع» استعدادا للانتخابات المقبلة. وتابع «اذا ما وظفتم الطاقة ذاتها .. في العملية السياسية التي وظفتموها في فيسبوك، اضمن لكم انه لن يكون هناك ما لا يمكننا ايجاد حل له». وفي سياق هذه الجولة على الساحل الغربي التي تنتهي الجمعة، عقد اوباما تجمعين انتخابيين مساء في سان فرانسيسكو، الاول مع عدد من كبار مانحي الحزب الديموقراطي في جلسة خاصة، والثاني في قاعة احتفالات امتلأت بجمهور متحمس معظمه من الشبان تبنى الرئيس امامه اسلوبا اكثر هجومية. وان كان اوباما اقر في التجمع العام بأن بعضا من آمال حملة 2008 ربما اصطدمت بواقع السلطة واللعبة السياسية، الا انه حض انصاره على مساعدته لاكمال ما بدأه. وتوقف أوباما أمس في رينو بولاية نيفادا لعقد ثالث تجمع عام في هذه الجولة، قبل أن يصل إلى لوس انجليس، المدينة الكبرى في جنوب كاليفورنيا.