غادرت الدنيا بعد أن خلفت: سيرة عطرة، من السهل أن يقرأ الإنسان فيها الألفاظ قبل المعاني، ليدرك إيجابية الفاعلة والفعل، تحركت على مستوى الأحداث، باحثة عن وسائل تقربها إلى الله، من عرفها قال عنها: إنها امرأة واعية، تعاملت مع الناس بموازين الحق، ودعمت الكثير من المشروعات الخيرية، ورعت أسرا ومرضى، وشجعت المتطوعات على الأعمال الخيرية، ودعمت الباحثات في الجامعات، وتحلت بالصبر والهدوء، زرعت للآخرة، والآخرة خير وأبقى، لم تتعال، ولم تتكبر، أخذت بأيدي المحتاجين، أبوها «عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود» ووالدتها «فهدة بنت العاصي بن كليب بن شريم الشمري» وأخوها الشقيق «عبد الله بن عبد العزيز آل سعود» ولها خمسة أبناء من زوجها عبد الله بن محمد بن سعود الكبير: فهد، وبندر، وتركي، ونوف، ونورة، انتقلت إلى خالقها (الأربعاء 9 جمادى الأولى 1432ه/ 13 أبريل 2011م) ودفنت في مقابر العود بمدينة الرياض (الخميس 10 جمادى الأولى 1432ه/14 أبريل 2011م) بعد أن صلي عليها في جامع الأمير تركي بن عبد الله، إنها «صيتة بنت عبد العزيز آل سعود» ودعت الدنيا، مخلفة وراءها مشروعا اسمه «سعفة بنت الوطن» عهدت برعايته لابنتها نورة التي وصفته بأنه «أول موسوعة معرفية، على شبكة الإنترنت، لسد الفجوة في المحتوى المعرفي، والاهتمام بالتنمية المعرفية، والاستفادة من التقنية الحديثة، ووسائل الإعلام الجديدة، في الوصول للشرائح المتوخاة من المشاركة المجتمعية، وإشراك المجتمع السعودي في تدوين نفسه أمام الباحثين والمهتمين من مختلف دول العالم». في تاريخ هذا الوطن، نساء سجلن أعمالا لا تنسى، لم تكن رد فعل على وضعية اجتماعية معينة، أو استجابة لمناطقية أو قبائلية، وإنما كانت موقفا فكريا، حققن من خلاله هدوء الفرد والجماعة، وتوازنا اجتماعيا ونفسيا، ردود أفعالهن عقلانية، إذ اتجهن إلى الأسباب الحقيقية، وعالجنها بأسلوب حضاري. هناك ثلاث قضائية أساسية، تطرح إذا فارق الإنسان الحياة.. الأولى: خططه في الدنيا، والثانية: زرعه للآخرة، والثالثة والأخيرة: ما شكله في ضمير مجتمعه من وعي، وإذا نظر الأحياء إلى الأموات، فلن يغفلوا ما للأموات من حضور، أو يقفزون عليه، وبعبارة أخرى فإن القضايا الثلاث التي تشغل اهتمام الأحياء، لا سبيل إلى تجاوزها، بل تعيد ترتيب الماضي معها، ليبني الأموات من خلالها علاقتهم مع الله، وقد خرجت من جوف كتلة تاريخية، وليست مجرد اجترار أو تكرار. اللهم ارحمها، وأبدلها دارا خيرا من دارها، وأهلا خيرا من أهلها، وأدخلها الجنة، وأعذها من عذاب القبر، وعذاب النار، وعاملها بما أنت أهله، ولا تعاملها بما هي أهله، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة، واغسلها بالماء والبرد، ونقها من الخطايا والذنوب، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، فقد عادت إلى رحابك، ورحابك لا فرق فيها بين كبير وصغير، وأمير وخفير، وأسود وأبيض، الكل عندك سواسية، وعند لقاء الميت بك يستعيد ماضيه، وهو حاضر الثقة بك، لأنه موقن أن لا ثقة فوقها ولا بعدها. «إنا لله وإنا إليه راجعون». [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة