أكد وزير التجارة والصناعة عبد الله بن أحمد زينل علي رضا أن المملكة كانت ولا تزال صمام أمان في المنطقة، ولتعزز بذلك اقتصادها وقدرته على الصمود في مواجهة الصدمات والأزمات، بفضل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، ويدعمهم في ذلك شعب المملكة العزيز والوفي، والذي أثبت تلاحمه مع قيادته بجميع أطيافه، وذلك ضمن كلمته أمام افتتاح أعمال الدورة السادسة للملتقى السعودي اللبناني في بيروت أمس. وقال إن العالم واجه تراجعا في الطلب على السلع والخدمات خلال العامين الماضيين، وكثير من البلدان استسلمت للضغوط المحلية وبدأت في تطبيق إجراءات وتدابير حمائية للتجارة مثل الحواجز التعريفية وغير التعريفية، الأمر الذي انعكس سلباً على بعض صادرات المملكة من هذه الممارسات. وأضاف «نحن كأعضاء في مجموعة العشرين عملنا على عدم السماح لهذه الممارسات الحمائية، حيث كان للإجراءات والقرارات التي تبنتها المملكة في مجال الإصلاحات الاقتصادية أثر فعال في التخفيف من الأزمات الاقتصادية التي مرت بها دول العالم في السنوات الماضية». وقال «إن الإصلاحات التي اتخذتها المملكة ما كان ليكتب لها النجاح لولا ثقة الشعب بصفة عامة والفعاليات الاقتصادية بصفة خاصة، بالقرارات التي اتخذتها الدولة وتفاعلهم معها لحل المشكلات الاقتصادية». وأضاف أن هذا التطور الإيجابي صاحبته رؤية واضحة المعالم لكل المؤشرات الاقتصادية والمالية حيث ساهم ذلك في تحسن أداء الاقتصاد الوطني، وعزز استمرار التحسن في المناخ الاستثماري وبيئة الأعمال. ومن جانبه، شن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري هجوما عنيفا على إيران، وقال إن لبنان «لن يكون محمية إيرانية». وقال الحريري الذي كان يتحدث أمس في الملتقى: «لا يحق لأي كان تصدير الفوضى إلى الأراضي اللبنانية، وإلى الدول العربية. كلنا يشهد في هذه المرحلة مظاهر الاستثمار في الغرائز الطائفية والمذهبية التي تريد أن تتخذ من لبنان أو البحرين أو الخليج ساحة لبسط النفوذ السياسي والأمني». وأضاف أن «لبنان والعديد من الدول العربية، في الخليج وغير الخليج، تعاني سياسيا، واقتصاديا وأمنيا، من التدخل الإيراني السافر في الداخل العربي، بل إن أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية، وبينها لبنان يتمثل في الخروقات الإيرانية المتمادية للنسيج الاجتماعي للمنطقة العربية». وأردف أن « الدول العربية لم تقارب هذا الأمر من زاوية العداء لإيران، وهي عملت على مدى سنين طويلة، في سبيل استيعاب الفعل الإيراني الأمني والسياسي والمالي المتنامي في الساحات العربية، بالكثير من الحكمة والمسؤولية، على قاعدة أن إيران دولة صديقة وشقيقة، تتطلب العلاقة معها التزام موجبات الصداقة وحسن الجوار ووحدة الإيمان». واسترسل قائلا «يبدو مع الأسف الشديد أن القيادة الإيرانية ترجمت هذا الأداء العربي المسؤول والدعوات المتتالية للانفتاح، بأنه من علامات الضعف والاستسلام في الموقف العربي، فقررت الذهاب إلى أبعد مدى، في خرق المجتمعات العربية واحدة تلو الأخرى، فكان ما كان في لبنان، ثم البحرين ثم غيرها». وقال إن «هذه السياسة الإيرانية لم تعد مقبولة، وأن الخطف المتدرج للمجتمعات العربية، تحت أي شعار، أمر لن يكون في مصلحة إيران، ولا في مصلحة العلاقات العربية الإيرانية. ونحن في لبنان، لا نرضى أن نكون محمية إيرانية، بمثل لا نرضى لإخواننا، في البحرين أو الكويت أو أية دولة أن يكونوا محمية إيرانية». وأضاف «نحن جزء من مجتمع عربي متكامل، بكل أطيافنا ومذاهبنا وانتماءاتنا الفكرية والروحية والثقافية. نحن ننتمي إلى هذه الأمة الثابتة على عروبتها، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وستثبت الأيام القريبة أننا لا نحتاج ولن نحتاج إلى أية قومية أخرى مهما حاولوا». من جهة أخرى، اتهم الحريري إسرائيل بأنها «أكبر المستثمرين في الفوضى الإِقليمية، وفي إثارة العنف والاضطراب في اتجاهات مختلفة. والمعروف أن لبنان دفع ضرائب باهظة لمثل هذه السياسات التي جاءت على صورة حروب مدمرة وخروقات، وأعمال عدوانية تسببت بأفدح الخسائر والأضرار في الاقتصاد اللبناني».