الصدفة وحدها قادت مواطنا لاختراع آلية جديدة لإنتاج المياه بالتكثيف الحراري وتبريد ذرات المياه الناتجة من المكيفات. المواطن أسامة حسن الحسيني، لاحظ منذ زمن بعيد وجود نباتات مخضرة بسبب تساقط مياه عليها من المكيف، وفكر في استغلال هذه المياه في ابتكار لصالح البشرية، واضعاً في اعتباره نظرية الجاذبية التي توصل لها مخترعها عندما لاحظ سقوط تفاحة، ابتكر اختراعا تحت مسمى المشروع العالمي لإنتاج المياه بالتكثيف الحراري بتبريد الذرات «مشروع قطرات الندى»، وحصل على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بتاريخ 29/10/1429ه برقم 08290683. وأضاف «أن المياه في الطبيعة تتوفر في ثلاثة أشكال رئيسية، سائلة، متجمدة ومتبخرة، واختراعي يركز على المياه الموجودة في الهواء الجوي، فعندما يتعرض بخار الماء (رطوبة الهواء) للبرودة تنتج قطرات تتحول إلى سائل، وبعد إجراء عدة اختبارات لأكثر من عام ونصف أنتجت الماء كمرحلة أولى عن طريق تكثيف بخار الهواء على أجهزة التكييف، فبدلا من هدر مياه المكيفات مع مياه الصرف الصحي توصلنا إلى اختراع لإنتاجها بكميات كبيرة، خصوصاً أنها مياه عذبة صالحة للشرب ولجميع الاستخدامات الأخرى». وبين أن اختراعه يطبق على جميع أنواع المكيفات سواء كانت مركزية أو سبليت أو غيرها بتحويل مسار تصريف المياه المتكثفة للمكيفات لكي تصب في خزانات أرضية تنشأ خصيصاً لهذا الغرض، ونكون بالتالي حصلنا على مياه نقية عذبة دون عناء، وهكذا نوفر مئات الملايين من أطنان المياه العذبة الصالحة للاستخدام الآدمي. ابتكار الحسيني يساعد الملايين في التخلص من الاعتماد على مياه ملوثة في البحار، المحيطات، الأنهار، الجوفية، الآبار وغيرها من مصادر المياه المتنوعة. يقول الحسيني «إن الأساليب المتبعة حالياً على مستوى العالم للحصول على المياه هي تحلية المياه المالحة أو تكرير مياه الصرف الصحي أو الاستمطار الصناعي، وكلها تعتبر باهظة التكاليف وتصل إلى مئات المليارات من الريالات، ومع ذلك لا تكفي لسد الحاجة المتزايدة لاستهلاك الفرد، ناهيك عن الزراعة والصناعة، إذ أصبحت الحاجة ملحة لإيجاد وسائل بديلة ورخيصة التكلفة وبكميات ضخمة، لذلك يجب علينا جميعاً احترام الطبيعة، إصلاح ما خرب فيها وسن الأنظمة والقوانين والتشريعات لضمان الحفاظ على البيئة بجميع أنواعها، وفي مقدمتها مصادر المياه الطبيعية، لأننا جميعاً شئنا أم أبينا أسرة واحدة ومجتمع واحد نعيش في بيت واحد هو كوكب الأرض.