يبدو أن حملا ثقيلا ورثه الدكتور فيصل بن حمد الصقير، الذي تسلم بأمر الملك حقيبة هيئة الطيران المدني بتعيينه رئيساً لها، إذ تندرج ضمن مهماته ملفات عديدة، تتمثل في تسريع وتيرة العمل في إنشاء وتطوير مشاريع عدد من المطارات في المدن والمحافظات، وإغلاق ملف التعويضات لمواقع نزعت ملكيتها لصالح تلك المشاريع. وعلمت «عكاظ» أن رئيس هيئة الطيران المدني الدكتور فيصل حمد الصقير، سيباشر أعماله في مقر الهيئة العامة للطيران المدني غدا، وسيلتفي المسؤولين في الهيئة، ويطلع على سير الأعمال في كافة المشاريع الجاري تنفيذها، اضافة إلى مناقشة الشكاوى التي وردت للهيئة فيما يخص الطيران المدني. ولعل من أبرز الملفات المطروحة أمام الرئيس الجديد للهيئة، اعتراض مواطنين في المدينةالمنورة على تقديرات لجان التعويضات في تحديد سعر المتر لعقاراتهم المنزوعة، حيث عمدت لجان التثمين والتي تضم ممثلين من هيئة الطيران المدني، وأمانة المدينة، ووزارات العدل، المالية، والداخلية، إلى تقدير قيمة العقارات، ولا زالت القضية عالقة بين الملاك واللجنة. وبينما لا تزال مراحل الأعمال الإنشائية تسير بشكل منتظم في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي في المدينةالمنورة، نادى سكان محافظة العلا إلى تسريع وتيرة العمل في مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز في المحافظة، واستكمال المرحلة النهائية المتبقية من المشروع، والتي تتمثل في تشغيله وجدولة رحلات الطيران الداخلي والخارجي. ودعا عدد من أهالي المنطقة مدير هيئة الطيران المهندس فيصل بن حمد الصقير إلى الالتفات إلى المشروع الذي مضى على البدء في إنشائه أكثر من عامين، وتم الانتهاء من إنشائه أخيرا، فيما تبقى المخاطبات بين شركات الطيران والخطوط الجوية، لجدولة رحلاتها من وإلى المحافظة، لكفاية سكانها عناء التنقل براً إلى المدن المجاورة. وأضافوا أن مطار الأمير عبدالمجيد في العلا يستقبل حالياً رحلات سياحية دولية فقط، بطائرات صغيرة، ولكن الرحلات الجوية الداخلية بين المحافظة ومدن المملكة لا زالت معلقة في انتظار جدولتها لدى خطوط الطيران المحلية، وصولا إلى فتح المجال أمام الرحلات الدولية، مستندين إلى المكانة العالمية التي تحتلها المحافظة، لما تتضمنه من آثار تعد من أشهر المواقع الأثرية في العالم بحسب منظمة التراث العالمي، وألمحوا إلى أن معادلة انتقال المحافظة لمصاف المدن الكبرى الجاذبة للسياح من الداخل والخارج، تنتظر مرحلة واحدة تتمثل في تشغيل مطار المحافظة بشكل كامل. خصوصا أن المحافظة التي يقطنها نحو 120 ألف نسمة، تمثل البوابة الشمالية للمملكة، وتحظى بمقومات سياحية عالمية تتمثل في آثار تعود إلى آلاف السنين. وأوضح الأهالي أن تأخر تشغيل مطار الأمير عبدالمجيد في محافظة العلا، والذي بلغت تكلفته نحو 152 ألفاً، سيفقد المحافظة والمنطقة فوائد اقتصادية وسياحية كبيرة، آملين أن يتم الانتهاء من كافة الترتيبات المتعلقة بذلك قريباً، ومذكرين بحجم المعاناة التي يتكبدها سكان المحافظة في التنقل منه إلى الرياضوجدةوالمدينةالمنورة ذهابا وإيابا، خصوصا للمراجعات الطبية. وعلى صعيد آخر، يترأس صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك في مكتبه اليوم، اجتماعا يضم جميع مديري الإدارات المعنية بتشغيل مطار تبوك الجديد، ويناقش كافة الخطوات التي تسهل سرعة افتتاحه بالتنسيق مع الجهات المعنية. ويطلع أمير منطقة تبوك خلال الاجتماع على التقارير النهائية للمطار الجديد، وما تم إنجازه من التعديلات التي وجه بها عقب زيارته للمطار الإقليمي في وقت سابق، والتي تفقد من خلالها سير العمل في المطار الجديد. ويتضمن جدول أعمال الاجتماع مناقشة سرعة الانتهاء من الإجراءات والتجهيزات المطلوبة، سعيا لتحديد التشغيل التجريبي للمطار، ومن ثم تحديد موعد الافتتاح الرسمي. من جهته، كشف مدير عام مطار تبوك المهندس منصور صالح الزويد أن المطار الجديد «سيفتتح قريبا»، مشيرا إلى الانتهاء من إنجازه، واستعداده لاستقبال الرحلات الداخلية والدولية، ومؤكدا أنه «سيلبي رغبات وحاجات المواطنين والمقيمين ممن يرغبون السفر للداخل والخارج»، وأضاف «سيكون المطار إضافة جديدة في النهضة التنموية التي تشهدها المنطقة في كافة الاتجاهات». وقدم المهندس الزويد التهنئة للرئيس العام الجديد لهيئة الطيران المدني الدكتور فيصل بن حمد الصقير، بمناسبة صدور الأمر الملكي بتعيينه، مؤكدا أن الهيئة العامة للطيران المدني «تسعى دائما إلى تحسين وتطوير وإنشاء المطارات الجديدة في جميع مناطق المملكة». من جهة أخرى، كشف مدير مطار حائل محمد الخميش، عن عزم إدارته إرجاع عدد من الرحلات التي جرى إيقافها في وقت سابق، مضيفا أنهم يدرسون حاليا إدخال 24 رحلة في الجدولة الجديدة. وأضاف مدير مطار حائل أنهم يعكفون على دراسة مشاريع لربط المطار بشبكات الألياف البصرية وخدمات الإنترنت، إضافة إلى تسيير رحلات دولية من وإلى المطار، وقال «سنعلن عن عدد من المشاريع التطويرية الكبيرة قريبا»، لافتا إلى أن إدارة المطار تعمل حاليا على إزالة المباني القديمة للمطار وتحديثها. وطالب عدد من الأهالي بزيادة استيعاب صالات مطار حائل، موجهين نداءهم إلى رئيس هيئة الطيران المدني الجديد بضرورة إصلاحات مدرج المطار، وإعادة تسيير الرحلات للمنطقة الشرقية، وتحويل المطار من إقليمي إلى دولي. وأعرب الأهالي عن تذمرهم من موقع المطار الذي لا يبعد عن أقرب مخطط سكني سوى 150 مترا، الأمر الذي اعتبروه يشكل خطرا كبيرا على الطائرات وإزعاجا للساكنين، كما طالبوا بزيادة عدد الرحلات إلى مناطق المملكة الرئيسية بسبب حاجة كثير من الأهالي إلى التردد إلى المستشفيات الكبرى، نظرا لقلة الإمكانيات في مستشفيات المنطقة. وفي شأن ذي صلة، أبدى عدد من سكان منطقة عسير تذمرهم من المشكلات التي تواجههم كلما أرادوا السفر عبر مطار أبها الإقليمي، مطالبين الرئيس الجديد لهيئة الطيران المدني الدكتور فيصل بن حمد الصقير، بسرعة حل هذه المشكلات التي وصفوها بالأزلية، رغم وعود سابقة بتحسين خدمات المطار إلا أنها كانت حبرا على ورق حسب تعبيرهم. وأجرت «عكاظ» عدة محاولات للحصول على إفادة من مدير مطار أبها الإقليمي عبد العزيز سعد أبوحربة، حول انتقادات الأهالي ومطالبهم، إلا أنه اعتذر عن الإدلاء بأي تصريح، معللا ذلك بأنه «لا يملك صلاحية الحديث إلى وسائل الإعلام». من جهته، ذكر المواطن محمد الزهراني أنه يعاني في كل موسم بسبب إغلاق الحجوزات في مطار أبها منذ وقت مبكر، خصوصا في مواسم الصيف، مشيرا إلى أن أبها وخميس مشيط تمثلان مقصدا لكثير من المصطافين والزائرين، «غير أنهم جميعا يصطدمون بالمعوقات التي تعكر صفوهم كلما أرادوا السفر عبر هذا المطار». المواطن سلطان القرني ذكر أن مطار أبها بحاجة إلى توسعة وتطوير لاستقبال الطائرات ذات الحجم الكبير، مضيفا أن أغلب الطائرات المغادرة من وإلى المطار هي الطائرات ذات الحجم الصغير، والتي لا تستوعب أعداد الحجوزات الكبيرة، مطالبا الرئيس الجديد لهيئة الطيران المدني بحل هذه المشكلة. أما المواطن محمد الألمعي، فأشار إلى مقارنة بين حجم المطار بالنسبة إلى مساحة منطقة عسير الشاسعة، والممتدة من أبها جنوبا وحتى محافظة النماص شمالا، ومن وادي بن هشبل شرقا، وحتى تهامة عسير غربا، إضافة إلى أن المنطقة مقصد الكثير من السياح والمصطافين من داخل المملكة وخارجها، مشددا على ضرورة تطوير مرافق المطار وتوسعته لاستيعاب تلك الأعداد الكبيرة. فيما طلب المواطن عوض القحطاني من رئيس هيئة الطيران المدني أن يزور مطار أبها شخصيا في موسم الصيف المقبل، «ليقف بنفسه على حجم المعاناة التي نتكبدها كلما حضرنا إلى هذا المطار، والذي لا يتلاءم حجما ولا إمكانيات مع احتياجات المنطقة».