استنهض شبان سودانيون ألهمتهم الانتفاضات المتتالية في عدة بلدان عربية، همم بعضهم داعين إلى التظاهر اليوم ضد نظام الرئيس عمر البشير في مختلف أنحاء السودان رغم الخوف من تعرضهم لقمع وعدم التأكد من نجاح حركة الاحتجاج. واعتبر فؤاد حكمت المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أن «ثمة أسباب للمطالبة بالتغيير، لكن ليس هناك تنظيم». وأضاف أن «حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) لن يتسامح مع أي حركة انشقاق، وقوات الأمن ستقمع كل من سيخرج إلى الشوارع». ويندد الناشطون السودانيون الموقعون على النداء بالفساد وانفصال جنوب السودان المرتقب في يوليو (تموز) والذي نسبوه لسياسة «فرق تسد» التي تنتهجها الحكومة، وارتفاع الأسعار ونزاع دارفور المتواصل منذ ثمانية أعوام والفقر والبطالة المزمنين، وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الأمن.وحسب أرقام نشرتها الحكومة نهاية 2010، بلغت نسبة البطالة 40 في المائة في السودان واعتبر خبراء أن نصف سكان شمال السودان تقريبا يعيش تحت عتبة الفقر. إلا أن حكمت أكد أنه يتعين على الناشطين السودانيين إنشاء منظمة حقيقية في حين تختلف أحزاب المعارضة على الطريقة التي يجب التعامل بها مع النظام. ويرى استاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم صفوت فانوس أن السودانيين لا يتمتعون بنفس الحس الوطني كالتونسيين أو المصريين مشددا على أن الناشطين الشبان لا يحضون بشعبية سوى في وسط البلاد. وأضاف أن «الجهوية والقبلية ضاربة (في السودان)، ولو حصلت ثورة في الخرطوم قد نشاهد وضعا شبيها بليبيا وربما اسوأ بكثير». وأجمع المحللون على القول إن النقص في المواد الغذائية الأساسية والخدمات قد يكون عنصرا حاسما في تعبئة السودانيين. واتسمت التوقعات الاقتصادية في السودان بالتشاؤم والغموض قبل أربعة أشهر من الاستقلال الفعلي لجنوبه الذي يزخر بالنفط، في حين لم يتم بعد البت في قضايا تقاسم موارد النفط وعبء الديون. وقال فؤاد حكمت «أعتقد أن الاقتصاد الذي يتدهور سيكون الشرارة» التي قد تؤدي إلى الانفجار.