وسط سرية كاملة وتكتم شديد باشر المخرج السوري حاتم علي تصوير المشاهد الأولى من مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب والذي كتب نصه وليد سيف. ورغم الضبابية التي يحاط بها العمل في مسألة ظهور الخلفاء الراشدين من عدمها إلا أن الصورة لم توضح بعد، سواء من اللجنة الشرعية المخولة بمراجعة النص والتي التزمت الصمت أو الجهة المنتجة وهي التلفزيون القطري مع مجموعة أم بي سي، إلا أن المخرج وحده تحدث بقوله «لن يحصل.. سيكون ظهور الخلفاء بشكل مجتزئ بالصورة التي ظهروا فيها في مسلسلات سابقة، لن يكون لوجوههم ظهور، فعم يتحدث الصحافيون؟». لكن الملاحظة المكتوبة على الصفحة الأولى من حلقات العمل تؤكد بوضوح بأن «يراعى في التصوير أخذ لقطات عامة للمشاهد التي يظهر فيها الخلفاء أو يتم التصوير من الخلف، مراعاة لعدم ظهور وجوههم، وإذا استلزم الأمر للمشاهد الأمامية يتم إخفاء الوجوه بهالة نورانية»، إلا أن ما يحصل على أرض الواقع في موقع التصوير في دير علي، يشير بوضوح إلى احتمال ظهور وجوه الخلفاء والمبشّرين بشكل طبيعي. وفي حال تم ذلك، سيدخل حاتم علي ومسلسله تاريخ الدراما من أوسع أبوابه. وما يدعم هذه الرؤية هو عدم موافقة الجهات الشرعية في المغرب حتى الآن وفق الصحف المغربية على إكمال تصوير العمل فيها، وتشير مصادر فنية مغربية إلى أن هناك شركات مغربية وأجنبية متخصصة في الإنتاج السينمائي والفني وصناعة الديكور بتكاليف عالية تعمل حاليا على تشييد ديكورات ضخمة تجسد المشاهد المعروفة قديما في مدينة مكة. غير أن المركز السينمائي المغربي وهو أعلى هيئة رسمية تمنح التراخيص للمنتجين لتصوير أفلامهم ومسلسلاتهم على الأراضي المغربية نفت أن تكون قد منحت ترخيصا لبدء تصوير هذا العمل. وبين هذه الروايات خرج عمرو ابن المخرج حاتم علي ليؤكد أن التصوير في سورية سيستمر حتى 20 مارس قبل أن ينتقل إلى تونس، حيث سيستكمل فريق العمل تصوير المسلسل هناك دون أن يحدد أن تونس هي بديلة للمغرب أم هي محطة قبل الذهاب إليها. ولعل الأمر الملفت في العمل إسناد دور عمر بن الخطاب لشاب مغمور اسمه سامر إسماعيل، وهو خريج عام 2010م من المعهد العالي للفنون المسرحية في سورية بعد أن انتقاه حاتم علي من بين مئات الشبان بعد «تيست» أجراه منذ فترة. وكانت تقارير أوردت خبر استبعاد تيم حسن من تجسيد شخصية الفاروق بعد ظهوره بشخصية «جميل» في «زمن العار» و«عابد كرمان» في العمل الذي يحمل نفس الاسم، ليستقر المخرج على استراتيجية الممثل «البكر» الذي لا يضم تاريخه المهني ما يمنعه من أداء شخصية حساسة من هذا النوع. ويمتد العقد الموقع بين الممثل الشاب وبين الجهة المنتجة إلى نهاية عام 2012م، أي بعد انتهاء العرض الأول للمسلسل في رمضان بعد المقبل، وينص بحزم على منع الممثل الشاب من التواصل مع الصحافة، وعدم ظهوره في أي عمل آخر طوال هذه المدة مقابل أجر الدور وراتب شهري محدد حتى انتهاء عام 2012م. الدليل على ذلك ما حصل بعد قيام سامر إسماعيل بتصوير بعض اللوحات في مسلسل «كريزي»، تأليف علا ملص وإخراج مصطفى البرقاوي، حيث طلب حاتم علي من الشركة المنتجة حذف مشاهد إسماعيل من كامل العمل، وهو ما تم بالفعل. بينما سيؤدي الفنان السوري غسان مسعود دور الخليفة أبو بكر، وكان قد اشترط سابقا أنه لن يشارك ما لم يتم تجسيد الخلفاء بشكل كامل. ويبدو أن دوري عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب سيسندان إلى ممثلين من المغرب العربي، بعد أن ذكرت بعض التقارير أن حاتم علي نفسه سيقوم بدور الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، ومازال الغموض يكتنف الرؤية النهائية التي سيظهر فيها العمل بعد الصمت الشديد من كل أطراف العمل.