تذهب الأطراف اللبنانية بكل أطيافها إلى اختبار قاس اليوم حول الاستشارات النيابية الملزمة في قصر الرئاسة في بعبدا. فحزب الله وحلفاؤه هدفهم إقصاء الرئيس سعد الحريري، فيما تتمسك الأكثرية بمرشحها وفقا للعملية السياسية الديمقراطية. اختبار أقرب إلى الصدام يطرح الكثير من التساؤلات حول المصير والمستقبل تحت عنوان وحيد: لبنان إلى أين؟؟ «عكاظ» حملت التساؤل إلى الأطراف بغية استشراف ما يكتنف الذهنية المتباينة حول المصير التشكيلي للحكومة، ومن ثم ما يعتمل خلف الكواليس من سيناريوهات قد تحمل في طياتها التهديد .. والتهديد الكارثي. استهلالا، شرع وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال محمد رحال في الاستكناه بما تمليه الوقائع قائلا ل«عكاظ» «إن سلوك حزب الله يستهدف كل اللبنانيين، وقوى 14 آذار لن تسمح بإشعال الفتنة في لبنان»، داعيا إلى الجلوس حول طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والعودة إلى المؤسسات لحل التقاطعات. وأضاف رحال «إننا سنعمل على مواجهة أي حركة مسلحة يقوم بها أي طرف لبناني، لأننا لا نملك سلاحاً أو مجموعات مدربة، على عكس ما يحصل في المعارضة من تمويل لجماعات معينة في جميع المناطق اللبنانية وتسليحهم وإعطائهم رواتب شهرية». ومن ناحيته، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون للصحيفة بأن «فريق 8 آذار الذي أعلن أكثر مرة أنه يرفض الفتنة، ها هو يعمد عمليا إلى تهديد المؤسسات ومصالح الناس ومعيشتهم». أما عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت فاعتبر أن الكرة اليوم في ملعب الفريق الآخر، واصفا تحركات الثلاثاء الماضي بأنها «ترهيبية وسلبية شكلا ومضموناً». وألمح فتفت «ليست هناك مواقف معلنة من الطرف الآخر، لأنه يقول الشيء ويفعل نقيضه، فمنذ اتفاق الدوحة لم يلتزم هذا الفريق بأي شيء من تعهداته. وشدد على ضرورة إجراء الاستشارات النيابية اليوم ، معتبراً أن «أي إرجاء يعني تعطيل المؤسسات اللبنانية ومحاولة لخلق فراغ في رئاسة الحكومة التي تجسد السلطة الإجرائية الحقيقية». وأقر النائب عاطف مجدلاني «أن هناك عملية انقلابية تحصل في البلد، وفي حال حصولها فلبنان ما قبله هو بلد الحرية والديموقراطية، ولبنان النمو الاقتصادي والمقاومة القوية. من جهته أفصح عضو قوى الثامن من آذار النائب مروان فارس بالقول «الناس في لبنان قلقون جدا، ويوجد اضطراب عام في البلد. ولكن نحن نؤكد أن لبنان الذي استطاع أن يقاوم جميع التقاطعات ما بين أعوام 1975 وحتى 1983، وإلى هذه المرحلة. أما عضو كتلة الرئيس نبيه بري النائب الدكتور ميشال موسى فند الوضع قائلا «لا شك أن الخلاف عميق بين الأفرقاء اللبنانيين، ولكن هذا يجب أن يحث ويدعي الجميع لمزيد من التعاطي لمحاولة إيجاد الحلول، فالبلد في النهاية لا يعيش إلا بتفاهم أبنائه».