أكاد أجزم أن معظم الأهلاويين وضعوا أياديهم على قلوبهم وهم يتمعنون في الصفقة «المدوية» التي حسمتها إدارة النادي أخيرا بعد طول انتظار وأعلنت من خلالها عن تعاقدها مع مدافع «الجبل الأسود» رادوسلاف باتاك ابن ال34 عاما ليرمم دفاعات الفريق. وحينما أقول وضعوا أياديهم على قلوبهم فهذا ليس تشكيكا في إمكانيات اللاعب بقدر ما هو استغراب من مواصفاته التي لا تجد رواجا وطلبا في سوق الانتقالات مهما كان «عزم محركات» العم باتاك المولود في 15 أغسطس من العام 1977م وهو التاريخ الذي غاب من قائمة المعلومات التي سردها النادي عن اللاعب أبان إعلان الصفقة خشية ردة فعل أنصاره. أتفهم فلسفة المدربين «الخواجات» وتمسكهم بقناعاتهم وحساسيتهم المفرطة من بعض الآراء أو المداخلات الإدارية لاسيما في الجانب الخاص بالتعاقدات ولكن في نفس الوقت نجد أن الأهلي عانى الأمرين في هذا الجانب بعد أن منح مدربه النيرويجي سوليد المقال مطلق الصلاحية في التعاقدات ولكنه «جيش» عناصر الفريق بمهاجمين ملأوا التشكيلة الأساسية والاحتياطية والتي ساهمت في جعل الفريق يحتل المرتبة الثالثة في قائمة أفضل فرق الدوري تسجيلا ورابع أسوأ خط دفاع. أعود وأكرر بأن صفقة العم باتاك قد تكسر حاجز التخوف والقلق الجماهيري وتسد فجوة الدفاع؛ لأن الأهم أن يكون السير مليوفان «مبسوط» ومرتاح البال والخاطر لعل وعسى أن تتبدد الهواجس من تلك «الشيخوخة»؛ لأن لدى جماهير الأهلي ما يكفيها من تحسف وندم على قرارات «تهجير» لاعبيها ودعم الفرق المنافسة بمدافعيها، إذا ما استذكرنا أخيرا وليس آخرا دعم الأهلي دفاعات الشباب بوليد عبدربه الذي أجبر النادي على بيعه بثمن بخس، وحرم الفريق خدمات اللاعب الأجنبي وأندرسون، وكلف رحيل وليد الإدارة خمسة ملايين ريال للتجديد مع جفين البيشي والتعاقد مع ابن ال34 عاما العم باتاك بمعنى أن قرار انتقاله ترتب عليه أربعة قرارات جميعها خسر فيها النادي أكثر مما كسب. مؤمل أن وضع الأهلي الفني سيختلف فيما تبقى من منافسات الموسم في حال لم يحدث رحيل واندرسون «لخبطة» في خط الوسط وإن استفاد الفريق من «حلاوة روح» باتاك. مؤمن أن الوضع سيزيد إيجابية إن تم فصل كرة القدم عن إدارة النادي، وإن خفت نسبة وعود سداد المستحقات والمكافآت والخزينة خاوية، وأدرك أن الوضع سيتحسن إن غابت «الشيكات من دون رصيد» وإن أوجدت الإدارة مداخيل مالية للنادي تخفف الأعباء عن داعم الأهلي ورمزه الأمير خالد بن عبدالله. في يقيني أن الأهم من هذا وذاك أن يكسر الأهلي قاعدة «لملمة أوراقه» في الفترة الثانية وحصرها من أجل المنافسة على ما تبقى من بطولات بأن يحاول مسيروه من الآن رسم السياسات التي تغرس أقدامهم في دائرة المنافسة الفعلية على لقب الدوري الموسم المقبل؛ لكونها المعيار المتعارف عليه لهوية الفرق المنافسة في بقاع الأرض وليس في بطولات خروج المغلوب. بسرعة • كل التشخيصات العاطفية وغير العاطفية التي أعقبت خروج المنتخب السعودي ومشاركته المخجلة آسيويا وقفت على جروح كثيرة ووضعت لها بعضا من الحلول، ولكن تشخيص مقدمات العقود الباهظة التي هوجم على إثرها اللاعبين ورصدت وكأنها سببا رئيسا للإخفاق الآسيوي لم تكن سوى «فشة خلق» لخصت الشكل وتجاهلت المضمون الذي من المفترض أن تهاجم من خلاله الأندية وسباق رؤسائها المحموم على «معاندة» بعضهم البعض على المزايدات التي تحولت لثقافة بقيت رغم رحيل من «ابتدعها». • عبدالرحيم جيزاوي، ياسر الفهمي، وأحمد العوفي مواهب شابة قدمها الأهلي ولفتت الانتباه، ولكنها مهددة بعدم التعمير كثيرا في الملاعب إن استمرت حاسة الغرور التي يشتمها أي متابع لأي مواجهة من مواجهات أولمبي الأهلي على الرغم من مراجعة الأول لحساباته واحتجاج الثاني الدائم على الحكام وتلهث الثالث على المادة باستخدام الإعلام وسيلة لمساومة ناديه. • في حال لم يدعم الاتحاد خطوطه بلاعبين أجانب فإن الأزمة التي تعايش معها محبو النادي فيما مضى ستتكرر لا محالة طالما توقفنا أمام عطاءات «نونو» وطالما أن الوعود الشرفية بالصفقات لا تظهر إلا عبر الشاشات فقط.