«نجوم العلوم» برنامج جديد في سماء البرامج الفضائية التي تستهدف شريحة الشباب في الوطن العربي، ولكنه يختلف عن بقية البرامج التي عرضت من حيث المضمون والحدث والنتاج، فهو يهدف للجمع بين التثقيف والترفيه، في عدة مراحل مختلفة يخوضها المشتركون. استطاع برنامج الابتكار العلمي «نجوم العلوم» في موسمه الثاني أن يحول أحلام أربعة من شباب وشابات الوطن العربي إلى واقع ملموس، حيث توج المشترك الكويتي صادق قاسم (26عاماً) فائزاً في الحلقة الأخيرة محققا 33 بالمائة من الأصوات لمبتكر مشروع «الخيميائي» وهو جهاز لسحب ومزج العينات الكيميائية. وحصل قاسم على مبلغ 300 ألف دولار أمريكي سيتيح له تطوير مشروعه الابتكاري الواعد بعد أن أتيح له أن يعرضه أمام جمهور واسع في كافة أقطار العالم. وحاز المصري عبدالله أبو زيد، الذي حل وصيفاً أول بمساعدة شريكه أيمن السيد، جائزة قدرها 150.000 دولار أمريكي عن مشروعه «أومني» وهو مشروع المفاصل لتسهيل حركة الروبوت، أما اللبنانية هند حبيقة التي حلت وصيفة ثانية بمساعدة شريكها نديم أنطكلي، فنالت جائزة قدرها 100.000 دولار أمريكي عن مشروع «باترفلاي» وهو عبارة عن نظارات سباحة خاصة تساعد السباحين على قياس نبض القلب أثناء التمرين، والوصيف الثالث كان السعودي أحمد الغازي بمساعدة شريكه مجاهد الخطيب ونال جائزة نقدية قدرها 50.000 دولار أمريكي عن مشروع «قوم» وهو آلة مساعدة لأوجاع الركبتين للمسنين ولذوي الاحتياجات الخاصة. مواقع التواصل وقال المشترك السعودي أحمد الغازي، الذي حصد المركز الرابع في الموسم الثاني من البرنامج: «أثبتنا أننا نستطيع تحويل الأفكار إلى منتجات قد يستفيد منها الملايين»، مبينا أن للبرنامج صدى كبيرا في الوطن العربي، خصوصا أنه يسعى لنشر ثقافة الإبداع والابتكار في جيل الشباب العربي. وألمح إلى أن مشاركته أتت من خلال الصدفة، بقوله: «بحكم عملي في مجال الدعاية الرقمية والإعلان، كنت دائما أتابع آخر الإعلانات الموجودة في مواقع التواصل الاجتماعي، فلفت نظري إعلان برنامج نجوم العلوم وفكرته الجديدة من نوعها والتي تحترم فكر المشاهد مما دفعنى للاشتراك فيه». وتمنى الغازي أن يقوم بتأسيس شركة مقرها المملكة تصمم وتنتج الابتكارات، ويكون من أقسامها البحث والتطوير ليستفاد من طاقة وفكر الشباب العربي المبدع، مضيفا «أتمنى أن أرى جهازي الذي قدمته في البرنامج يطرح في الأسواق وأن يستفيد منه الجميع ويغير من أسلوب حياتهم، وأن يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم من خلاله، ويستمتعوا بحياة مستقلة. خير سفراء وبين رئيس جامعة المدينة التعليمية ونائب رئيس مؤسسة قطر لشؤون التعليم الدكتور عبد الله آل ثاني، أن نجاح برنامج «نجوم العلوم» ينبع من استراتيجية مؤسسة قطر الهادفة لنشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا لتطال أكبر شريحة ممكنة من العالم، بقوله: «يعتبر برامج تلفزيون الواقع يجمع بين نقل المعرفة والأسلوب الترفيهي، وهناك جدية لدى المشاركين مما يشكل حافزا إضافيا لمشاركة أفكار إبداعية جديدة في الموسم المقبل». وأضاف: «المبدعون الذي وصلوا إلى النهائي هم خير سفراء لروحية «نجوم العلوم» ولوطنهم وأهل بلدهم وللوطن العربي برمته»، وعبر عن سعادته بنجاح الموسم الثاني، وأن يستمر البرنامج في تحقيق الإنجازات في الموسم الثالث. خطوة جديدة واعتبر الإعلامي خالد العتيبي أن تقديم مثل هذه البرامج سيشكل خطوة جديدة نحو الفضائيات العربية للسير على خطى هذا البرنامج العلمي بقوله: «الإقبال والاهتمام الجماهيري بهذا البرنامج لم يكن بالشكل المأمول ولا المرجو على الرغم من عرضه في العديد من القنوات الفضائية العربية ولعل لهذا أسباباً عديدة منها، جانب الابتكار والاختراع بشكل خاص والجوانب العلمية بشكل عام ليس لها ذاك الرواج في عالمنا العربي ولا تعتبر ثقافة مجتمعية بعد ولعل هذا البرنامج وأمثاله خطوة في طريق طويل لإعادتنا نحو هذه التوجهات التي نتحسر على مثلها في الغرب الذين يفتخرون بالعديد من القنوات العلمية المشفرة (أي المدفوعة) فهم يدفعون لكي يشاهدوا ما تبثه لهم هذه القنوات من إبداعات علمية، وهذا دليل على رواج هذه الثقافة عندهم، ربما تكون خصوصية الشيء المخترع والعمق في تفصيلاته العلمية لا تستهوي الكثير من الناس بل ربما بعضهم لا يفهم ما يقال عند شرحه؛ لذا نجده يعرض عن المتابعة إلإ من له اهتمام علمي وحسبنا إفادة مثل هذه الشريحة وتحفيزها ابتداء من أن قلة أمثال هذه البرامج تجعل المتلقي غير متعود عليها لذا نحن بحاجة للمزيد منها وبمختلف الأشكال والألوان مع حضور الصنعة الإعلامية والحبكة المثيرة حتى نصل لجيل علمي»، مضيفا «هذه الثقافة قادمة عندنا والمستقبل يبشر بخير حيث إن هذا البرنامج يعتبر خطوة نحو الأمام». يذكر أن البرنامج بدأ بعد حملة بحث واسعة شملت ثلاث مراحل من التصفيات، من ضمنها جولة على ثماني دول عربية (مصر، السعودية، الأردن، لبنان، المغرب، تونس، الإمارات وقطر)، تم اختيار 16 شابا وشابة من الشباب العربي ومن مختلف الجنسيات والاختصاصات الأكاديمية من قبل لجنة تحكيم من كبار المتخصصين في مجالات الهندسة والعلوم والتصميم وإدارة الأعمال.