خرج لنا البعض اليوم بقضية جديدة وهي عدم جواز تسمية المدارس في مدينة حائل باسم حاتم الطائي بحجة أنه كافر وجاهلي، وعملوا على تغيير هذا الاسم وإخفائه بطريقة أو بأخرىوأنا أرد على هذا التصرف بأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد ردد هذه العبارة مرارا وتكرارا حيث كان يقول: «أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب»، ومن الملاحظ هنا أن النبي الكريم قد افتخر بجده «عبدالمطلب» وهو من «أهل الفترة» أي من الذين لم يشهدوا بعثة النبي، وهذا أيضا هو حال حاتم الطائي حيث أنه من «أهل الفترة» ولم يشهد بعثة النبي الكريم، وهو حاتم كريم العرب وفخرها الذي يعتز بصفاته العرب والمسلمون بل والإنسانية جمعاء، فقصته مع فرسه الأصيلة التي ذبحها لضيوفه والتي كان لا يملك غيرها تدرس اليوم في مناهج أمريكا وأوروبا. والحقيقة أن محاولة طمس اسم حاتم الطائي يجعل الحليم حيران وتجعله يتساءل هل هذا تنطع أم جهل أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟؟ وهنا أثني على كلام الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع الذي وصف نزع اسم حاتم الطائي من إحدى المدارس في حائل بأن هذا التصرف تشدد نهى الإسلام عنه. وأضاف أن النبي عليه السلام قد أكرم سفانة بنت حاتم الطائي بعد أن وقعت في الأسر ولما أرادت الخروج ذهبت إلى رسول الله تستأذنه فأذن لها وكساها من أحسن ما عنده من الثياب وجعل لها ما تركبه وأعطاها نفقة تكفيها مؤونة السفر وزيادة. ثم قدمت على أخيها (عدى بن حاتم) وكان أكبر منها سنا، فسألها: ما ترين في هذا الرجل؟ فانتهزتها فرصة وهى الفصيحة العاقلة لتقدم الدين الجديد لأخيها وتدعوه وتعرفه برسول الله بأسلوب حكيم وعرض مؤثر وسبيل مقنع بعدما رأت من النبي وأصحابه ما رأت وعلمت عن الإسلام وفضائله ما علمت، فاقتنع عدي بكلامها وخرج حتى قدم على رسول الله في المدينة فدخل عليه وهو في مسجده فأسلم وحمد الله. وقال الشيخ المنيع إن هذه القصة تدل دلالة كافية على أن هذه الشخصية لها وزنها عند العرب والمسلمين فالرسول عندما رأى ابنته لم يذكر أباها بسوء بل على العكس من ذلك فقد أثنى عليه ثناء حسنا. وقد أكد على أن تسمية المدرسة باسم حاتم الطائي أمر لا حرج فيه شرعا فهي شخصية عربية امتازت بالكرم وتسمية المدرسة باسمه تخليد للكرم الذي هو أحد أهم صفات العرب التي جاء الإسلام ودعا إليها، وأن إزالة اسم حاتم الطائي مجرد تنطع وتشدد غير محمود وفي غير محله ثم طالب بإعادة اسم المدرسة إلى ما كان عليه.. فشكرا له. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 273 مسافة ثم الرسالة.