حذر تقرير نشر في إسرائيل من تسارع انحدار النظام والمجتمع العبري نحو الفاشية. ويشير التقرير الذي نشره «الرصد السياسي لمركز مدى الكرمل» إلى وجود أغلبية راسخة ومضمونة في الكنيست للمصادقة على كل اقتراح قانون يهدف إلى تقييد الحقوق السياسية عامة وللفلسطينيين خاصة. كما يحذر التقرير من تحول المجتمع الإسرائيلي إلى مجتمع مغلق يفتقر إلى التسامح مع الخطاب الديمقراطي وخطاب الحقوق، ويقمع أي نشاط أو خطوة تتضمن انتقادا أو معارضة للسياسات الحكومية تجاه الفلسطينيين في إسرائيل أو في المناطق الفلسطينية المحتلة، مثلما يتضح من خلال مشروع قانون «واجب الكشف عمن يتلقى دعمًا من كيان سياسي أجنبي»، الذي يفرض على مؤسسات المجتمع المدني تقديم كشف لمسجل الجمعيات عن كل دعم مالي من أي كيان سياسي أجنبي. وقد صادق الكنيست على هذا الاقتراح في القراءة الأولى في شهر أكتوبر الماضي. وسوف يضيف اقتراح القانون، في حال تمت المصادقة النهائية عليه، عراقيل وصعوبات إضافية أمام عمل الجمعيات، خاصة الجمعيات العربية وجمعيات حقوق الإنسان. كذلك تتصاعد محاولات الحكومة لفرض الولاء لدولة إسرائيل كدولة «يهودية وديمقراطية»، من خلال قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدعم توصيات لجنة لبيد لتعديل قانون المواطنة، واشتراط منح المواطنة بالولاء للدولة اليهودية. يشكل هذا التعديل خطوة إضافية للمس بالمواطنين العرب وبمكانة الفلسطينيين في إسرائيل. وقد اعتبر بعض الأكاديميين الإسرائيليين الاقتراح مؤشراً ل «تغلغل الفاشية إلى مؤسسات الحكم في الدولة». ويظهر تقرير الرصد السياسي أن مظاهر العنصرية، الكراهية والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين لا تقتصر على الفئات المتطرفة في المجتمع الإسرائيلي أو الهامشية، بل تطال جميع الشرائح وكل المؤسسات. وتعكس نتائج استطلاعات الرأي المتعاقبة مدى تجذر العنصرية وانتشارها في المجتمع الإسرائيلي. ففي استطلاع للرأي أجري أخيراً بين الشبيبة اليهود أيد 59 في المائة من المستطلعين التمييز ضد المواطنين العرب. وقال 41 في المائة إنهم يؤيدون سحب مواطنة كل من يعارض يهودية الدولة. كما قال 50 في المائة إنهم لا يوافقون على الدراسة في صف يتعلم فيه طالب عربي. ويجمل معد التقرير «تشكل المواقف السياسية والقيم التي تؤيد تجاوز القيم الديمقراطية خطراً جدياً على الأقلية العربية في إسرائيل. فالخطورة لا تنحصر فقط في نظام الأغلبية الذي يمارس التمييز ضد الأقلية، فنحن هنا لسنا بصدد الحديث عن فئات فاشية هامشية، إنما بصدد الحديث عن انزلاق النظام والمجتمع ككل في دولة إسرائيل نحو نظام الفاشية».