اشتكت إحدى السيدات من الظلم الواقع عليها حسب قولها، كون أن زوجها تركها معلقة فلا هو أعادها إلى منزل الزوجية، ولا هو طلقها، بل هددها بأنه سوف يبقيها معلقة مدى الحياة، وألقت باللوم على حقوق المرأة وكيف أن المرأة مظلومة ولم تنصفها القوانين. فزدت لها على قولها بأن هنالك أخريات حرمن من حضانة أو زيارة أبنائهن، وكذلك لم يحصلن على النفقة، ومنهن من سلبن ميراثهن ولم يحصلن عليه، وكذلك هنالك من تم فصلهن دون أي حق، وأمثلة كثيرة أخرى، إلا أنني تساءلت .. لماذا نجد نموذجا آخر من المرأة، بمعنى أن هنالك أخريات تقدمن إلى الجهات القضائية وحصلن على صكوك الطلاق، وحصلن أيضا على الحضانة أو الزيارة والنفقة، وحصلن على أحكام بكامل نصيبهن من الميراث، وأمثلة أخرى كثيرة على اللاتي حصلن على أحكام قضائية بكامل حقوقهن؟؟ أو ليست القوانين التي نظرت إليها تلك المرأة بأنها ظالمة هي نفس القوانين التي حصلن بموجبها الأخريات على الأحكام لصالحهن؟ حقيقة الأمر إن المشكلة لا تكمن في القوانين بقدر ما تكمن في معرفة المرأة بحقوقها، فهنالك من تعرف حقوقها وتعرف كيف تطالب بها وتحصل عليها، وهنالك أيضا من لا تعرف حقوقها ولا كيف تطالب بها فتندب حظها وتلوم القوانين، وكم تمنيت لو وجهت اللوم لنفسها على جهلها بحقوقها التي كفلتها لها القوانين ومع ذلك لم تطالب بها. * المحامي والمستشار القانوني [email protected]