أجرت مؤسسة التراث الخيرية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، دراسة معمارية تاريخية لمسجد قرية جواثا التاريخي في محافظة الأحساء، الذي يحمل أهمية تاريخية تتمثل في كونه ثالث مسجد بني في الإسلام بعد المسجد النبوي ومسجد قباء، وذلك ضمن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة. وأوضح الدكتور زاهر عبد الرحمن مدير عام مؤسسة التراث، أن الدراسة العلمية والتوثيقية للمسجد، شملت الجوانب التاريخه، المعالم، المكونات، نوعية الأسقف المستخدمة في بنائه الأصلي، وأشكال أبوابه ونوافذه العتيقة، وعلى ضوء نتائجها حددت المؤسسة الأسلوب الأمثل لإعادة ترميم المسجد وفق المعايير العالمية للمحافظة على طابعه التاريخي والعمراني القديم. وبين أن المؤسسة أجرت عملية ترميم شاملة للمسجد، بتبرع من الهيئة الملكية للجيبل وينبع، لتشمل هذه العملية، إعادة بناء الأجزاء المنهارة من المسجد، وترميم بقية أجزائه، بما يحافظ على هوية المسجد الأصيلة وطابعه المعماري المتميز. وأضاف بأن هذا المسجد يعد من أبرز معالم بلدة جواثا أو جواثى، التي تضم رفاة عدد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم، الذين استشهدوا في حروب ردع المرتدين، ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى عام 840ه (1436م)، وقد ورد أنه سبق أن خضع للترميم عام 1210ه (1750م). ويتكون المسجد من بقايا عقود تشكل رواقا حول دكة مبنية من الطابوق والأسمنت، ويضم دكة خارجية تطل على فناء المسجد الذي يحيط به سور عال، ساهم في الحفاظ على الأجزاء العلوية من المبنى طوال القرون الماضية. وأشار الدكتور زاهر عبد الرحمن، إلى أن عملية توثيق وترميم المسجد، جاءت ضمن «البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة» الذي أطلقته مؤسسة التراث، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بهدف الاهتمام بالمساجد ذات الخصوصية العمرانية المحلية في مناطق المملكة المختلفة، وبشكل خاص التي تحتاج إلى تأهيل وإعادة أعمار، على اعتبار هذه المساجد من أبرز المعالم التراثية في المملكة، فضلا عن وظيفتها الأساسية المتمثلة كونها دورا للعبادة والتربية والثقافة. وقد شمل هذا البرنامج في مرحلته الأولى، حصر أكثر من 60 مسجدا من المساجد العتيقة ذات القيمة التاريخية التي تعاني من التدهور في هياكلها وبنيتها العمرانية في مختلف مناطق المملكة، ومن ثم إعداد الدراسات العلمية والتوثيقية الوافية لهذه المساجد، ليتم على ضوئها تحديد الأسلوب الأمثل لإعادة ترميمها للمحافظة على طابعها التاريخي والعمراني القديم. أما المرحلة الثانية من البرنامج، فقد شهدت ترميم مجموعة مختارة من هذه المساجد في مواقع متفرقة من المملكة، تحمل جميعها أهمية تاريخية كبرى ومعالم عمرانية تراثية مميزة، بتمويل ودعم من مؤسسات البلاد العامة والخاصة ومواطنيها الأوفياء لتراث بلادهم الوطني.