لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. ولبى الحجاج في عرفات ووقفوا ذلك الموقف العظيم.. ثم أدوا مناسكهم.. وتطوفوا بالبيت العتيق وكبروا الله.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. ثم أخذوا يودعون بيت الله الحرام بعد أداء المناسك.. وهنا تأتي أهمية أن يدرك هؤلاء الحجاج نعمة هذه المواقف وهذه المشاعر.. وأن هذا ميلاد جديد وعهد جديد وتوبة قد أشهدوا الله عليها.. فلابد أن تكون توبة صادقة وميثاقا غليظا وفرصة وأي فرصة لحياة جديدة وعمل جديد وطهارة للنفس والروح والجسد. وقفوا في المكان نفسه الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وطافوا بالبيت نفسه الذي طاف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ..أفلا تكون لهم القدوة في سيد الخلق.. سلوكا.. وتقوى.. وأسوة حسنة.. فما أجمل أن يعود الحاج إلى بلاده بروح عالية.. ونفس صافية.. وخلق قويم.. وسلوك كريم يستحق معه أن يحمل هذا اللقب الكبير.. وهذه الصفة العزيزة لقد أصبح من حجاج بيت الله الحرام.. فتذكر أخي الحاج أنك قد أصبحت حاجا وأنك قد دخلت في عهد مع الله.. وأخذت على نفسك الميثاق.. وتبت إلى الله.. فاجعلها توبة نصوحا.. ومن أولئك الذين تابوا إلى الله متابا وأولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. وكلما أحاطت بك الذنوب أو أصابتك نزغات من الشيطان فأستعذ بالله وتذكر قول الله تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطانِ نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم).. ثم نظر إلى الوراء وتذكر تلك العهود التي قطعتها على نفسك وتذكر لبيك اللهم لبيك وتذكر الله أكبر الله أكبر. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. محمد عبده يماني