أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة أمس أن رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار مع الآخر والثقافات الأخرى تدعم دور الثقافة العربية في المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي الذي اختتم أعماله في الدوحة توصل لعناصر مهمة لآليات التواصل والحوار مع الآخر. وقال خوجة في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن «نتائج القمة رائعة وناجحة كما توقعنا في توصياتها لما يخدم الثقافة العربية والتعاون العربي المشترك في هذا المجال، خصوصا في الاستراتيجية الشاملة للثقافة العربية والرؤية المستقبلية». وذكر أن القمة العربية الثقافية ستنظم بناء على توصية القادة واهتمامهم وحرصهم على ما يخدم قضايا الأمة العربية وهم سيحددون وقتها فيما يعمل أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة العرب على التوصيات بشأنها والاستعداد لها.وأثنى على جهود مؤسسة الفكر العربي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي طرح فكرة القمة العربية الثقافية ثم تبنتها الجامعة العربية في قمة سرت وعملت عليها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وأصدر وزراء الثقافة العرب بيانا خاصا بالقدس، دعوا فيه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى العمل على تنفيذ الاتفاقيات الدولية المعنية بالمحافظة على التراث الثقافي في الأراضي المحتلة، واتفاقية التراث العالمي 1972م، واتفاقية حماية التراث غير المادي 2003م، واتفاقية حماية تعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي 2005م حفاظا على التراث الثقافي الإنساني الإسلامي والمسيحي في مدينة القدسالمحتلة، وصونا للحقوق الثقافية والاجتماعية للمقدسيين العرب في أرضهم، وتأكيدا لحقهم في ممارسة عقائدهم الدينية كحد أدنى لما تنادي به شريعة حقوق الإنسان. المؤتمر الذي شارك فيه 18 وزيرا ومسؤولا، ورأس وفد المملكة إليه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، طلب فيه المشاركون من منظمة اليونسكو تنفيذ قرارات المجلس التنفيذي الأخير الخاصة بالقدس والأراضي العربية المحتلة وتعيين الخبراء الدائمين في القدس في أسرع وقت ممكن. وعبر الوزراء في بيانهم عن بالغ قلقهم لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من إجراءات مخالفة للقوانين والاتفاقيات الدولية في مدينة القدسالمحتلة وإمعانها قيما تمارسية من انتهاكات للتراث الثقافي في القدس الهادف إلى طمس هويتها الثقافية العربية وهي المدينة المسجلة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر منذ عام 1982 م، وأعربوا عن استيائهم لاستمرار وجود اسمها على القائمة التمهيدية الإسرائيلية. وأكد وزراء الثقافة العرب التزامهم بتحقيق ما حددته القمة العربية في سرت 2010 من أهداف عقد القمة الثقافية وهي: صياغة رؤية ثقافية مستقبلية للدول العربية، توفير الدعم للمؤسسات الثقافية والمبدعين والكتاب العرب، والارتقاء بالإبداع الثقافي العربي في مختلف المجالات إقرارا من الجميع بأن العمل الثقافي العربي المشترك هو السبيل إلى تحقيق إسهام عربي فاعل في زمن التكتلات الإقليمية، وفي زمن التحديات الكبرى في عصر العولمة الذي يدعمه الانتماء الثقافي والحضاري واللغة الواحدة والمصالح المشتركة والمستقبل الواحد. وشدد الوزراء في بيانهم على التمسك بالمبادئ الأساسية التي نصت عليها الخطة الشاملة المحدثة للثقافة العربية لتحقيق تلك الأهداف وهي: ارتكاز النهضة الثقافية العربية المنشودة إلى موقف من الحياة ونمط سلوكي وتطلع معرفي ما تستلزم رؤية علمية ونقدية للواقع بمستوياته المحلية والإقليمية والعالمية، إلى جانب التأكيد على أهمية تفاعل العرب مع العصر والفكر الآخر لا الاستعارة منه وتقليده، وألا يكتفوا من العصر بمنتجاته التي يسرها لهم الذهن الحديث، بل إن ينخرطوا في الذهن المولد لتلك المنتجات. كما نصت الخطة على أهمية التمسك بمبدأ حرية الفكر والتعبير بما هي شرط للإبداع، وأهمية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وأن اللغة العربية عنصر أساس لتطوير الثقافة العربية، الأمر الذي يستدعي النهوض بها وتحديث طرق تدريسها لتكون قادرة على التطور والصمود أمام اللغات الأجنبية.